إلى الأستاذ / عبدالله نعمان القدسي: في زمن اعتلت فيه يافطات النفاق منصات الواقع السياسي وحاكت لافتات فصول مشاهده المتقلبة المتناقضة , واستحكم الزيف والكذب المفرط في أدائه المتحلل من أدنى قيم الصدق وضوابط الحقيقة ... فيه سقطت قناعات وانتفت أيديولوجيات , وتبدلت الأفكار النيرة بدماغوجية عبثية .. وتحولت فيه أحزاب العمال والفلاحين والكادحين إلى ساريات تحمل صور المشائخ وشعارات تكرس المفاهيم القبلية كفكر والقبيلة طوق نجاة لهذا الشعب الذي كلما رام تحولاً يمكنه من الاقتراب قيد شعرة من الركب الإنساني نطت عليه القبيلة وأعادته إلى ما قبل التاريخ .. زمنُ فيه استبد التعب واليأس بالباحثين في هذا الظلام المتراكم المخيف عن ومض فكرة تستمد معناها من الصدق حتى ولو مع الذات همساً , أو شق كلمة شجاعة لا ترتعد فرائصها من سيوف البغي المسلطة على عنق الحقيقة , ولا تجاري رغبات قساوسة الفوضى وفقهاء الاستخفاف بمواجع الناس وآلامهم وأحلامهم . تبرز أنت محامٍياً يترافع أمام التاريخ منافحاً عن الحقيقة الممتهنة المسحوقة تحت أقدام العهر السياسي المستأسد بقدرته على إنتاج الفوضى الوحشية التي ترى من لا يتمنطق بالبندقية ولا يأتزر ب ( المحزق) كائناً ناقصاً لا يُعتد به , ولا مكان له في هذا الوطن المتخم بالرموز القادمة من أدجى كهوف الأزمنة الهمجية الغابرة . وسياسياً تولِّي وجهك وقلبك صوب الحقيقة أينما كانت وفي أي ضفة مقامها. ليس لأنك ناصري الانتماء , فهناك ناصريون كثر نسوا معناها واستساغوا التسوق في عكاظ القبيلة , وطاب لهم المقام في مضارب التخلف . ربما أن عواصف التنكيل الغاشم التي عصفت بتنظيمهم على مدار عقودٍ من الدهر أفقدتهم التوازن فاتكئوا على عصا الانفعال والركض في متاهات لا تؤدي إلا إلى الإخفاقات المتتالية وقضم الذات . بل لأنك تتمتع بأفق واسع رحب منحك نبلاً إنسانياً وقاك من السقوط في مستنقعات الكذب والمحاباة , وعصمك من الاستسلام لتيار انتهاز الفرص والاتجار بالمواقف . باركك الله ... إلى الشاعر الأستاذ / عبدالله أمير ... لا تيأس إن رفع الأدعياء نبرات صراخهم في وجهك , وكشرت ذئاب الدياجي أنيابها بغية تمزيق أوردة القصيدة المتشابكة في جدار قلبك ... يعرف الذين يصرون على حشرك في معارك الأضداد وإلحاقك قسراً بركب نظام كان أو نظام سيكون أنك شاعر من تعز ولست جنرالاً من سنحان الأبية !! أو أرحب البطلة !! . وأنك تنتمي لصباحات الشعر المشبوب بنشوة أغاريد الطير السابح في فضاء الله , ولا تجيد تدبيج زوامل الحرب ومعلقات الثأر والتعبد في محاريب التخلف , ولكنك تجيد استلهام معنى القوافي من لفتات بيادر الحصاد وضحكات المواسم المتدثرة باخضرار الدوالي المسقاة بعرق البذل المتقاطر من جباه الفلاحين حين يؤدون صلاة عشقهم للتراب ويرسمون في متون الأرض مجرى للحياة . فلا تبتئس .. إلى الأستاذ / محمد ناجي أحمد ... الذين جازفوا بكتابة مذكراتهم الناضحة بالجرم المتعمد لسرقة حقائق التاريخ وتزييف وقائعه أخالهم الآن يستحضرونك في أذهانهم وأنت تمتشق يراعك الهادئ الحاد وتهتك أستار أكاذيبهم التي أسبلوها على ما كتبوا ثم يلعنون اللحظة التي راودتهم فيها رغبة كتابة المذكرات المحشوة بالأكاذيب في زمن أنت فيه .. رابط المقال على الفيس بوك