ما إن بدأ العد التنازلي لمؤتمر الحوار الوطني حتى ظهرت معه العديد من المخاوف والتي قد تكون مجرد استنتاجات لبعض المحللين السياسيين ، اما وإن صح ذلك وثبت إن التصرفات الغير حضارية التي تنتاب الشارع اليمني اليوم لها علاقة في ذات الاطار نفسه فعلى الدنيا السلام، لعلنا جميعا ننتظر وبشغف كبير مؤتمر الحوار ليس للاعتقاد بأن فيه ستوزع كعكة العيد او يتبادل فرقاء السياسة اكواب العصير ..بل لأنه بات الوسيلة الأمثل والخيار الوحيد من له القدرة على إطفاء الضوء الاحمر المندد دائما بالخطر والمخيم على كافة ارجاء الوطن واستبداله بنور يحمل في طياته أملاً مشرقاً ,ولكن يختلج في الوجدان سؤال كثيرا مايحير الجميع ..وهو ماذا تريد تلك القوى الخفية والتي لا يظهر منها سوا ابتسامات يكمن خلفها كابلات من اسلاك الكهرباء الشائكة ان تفعل ؟ وما الذي ستجنيه من بقاء الوطن غارقا وسط محيط الصراعات الهدامة وتفاقم الازمة الاقتصادية ؟ والغريب انهم من أبناء الوطن معا نعايش الوضع الراهن بكل مآسيه متظاهرين بالألم بل ويحضرون ندوات الازمات وحقوق الانسان والحوار ،أي أنهم ليسوا قوى منعزلة عنا بحيث يمكن الاشارة اليهم .أيضاً جميع الناس يبتسمون لكن ابتساماتهم مع ضيق العينين تحتاج الى خبرة طويلة لكشفها ..لكن مساعيهم لإفشال عملية الحوار ماهي الا دليل على أهميته وما يمكن ان يحققه من اهداف قادرة على معالجة واصلاح جميع الشروخ السياسية والوطنية .فإذا كانت تهدف من خلال ما تقوم به وذلك بجعل الوطن يبدوا بصورة معقدة يصعب حلها الى تصفية حساباتها مع الخصوم ..فليس على حساب مصلحة الوطن ،حتى وإن كنا مدركين ان الاخير يعد خارج اهتماماتها كونها سبق وان أمنت نفسها ضد كل ما تتوقع حدوثه في حال نجحت خططها ,ولكن هيهات فإن إرادة الجماهير اليمنية التي صنعت هذا التغيير مستشعرة بمسؤليتها تجاه الوطن بعد ان فاقت من واقعها المرير وانتشال الوطن من حافة الهاوية،حتماً ستخيب تلك الامال الضيقة والأنانية لتكشر تلك الابتسامات الضبابية وستجرف نتائج مؤتمر الحوار الوطني بعد لملمة الشتات وإعادة الصف الواحد بأصحابها خلف مزبلة التاريخ كأقل نتيجة يمكن حصدها جزاء ما اقترفته من اعمال. رابط المقال على الفيس بوك