تغيرت عادات وتقاليد الزواج بشكل مرعب فلم يعد بإمكان الشباب من الجنسين أن يفكروا مجرد التفكير في الزواج ، فتكاليف الزواج أصبحت عائقا كبيرا أمام من يفكرون بالزواج، ويؤرقهم كثيرا كيفية توفير ولو الحد الأدنى من تلك التكاليف الباهظة . فكم من زيجة حكم عليها بالفشل ، أو لم تتم من الأساس بسبب التكاليف الباهظة لذلك الزواج ، ويوصل الشباب من الجنسين إلى البحث عن شريك قادر على تحمل تبعات الزواج بمفرده. ولست أدري لماذا يتحمل تبعات الزواج بالكامل الرجل فقط ألا يجدر بأن يتحملها الزوجان معا ، فالزواج شركة من نوع خاص ، فالزوجان يتعاونان على تحمل أعباء الحياة المادية ، وفي ذات الوقت تتوطد بينهما علاقة عاطفية وجنسية حميميه. تخيلوا معي شاب يدفع مهرا يبلغ 700 ألف إلى مليون ريال في المتوسط ثم يدفع تكاليف حفلة العرس الرجالية والنسائية بما لا يقل عن مليون ريال، علاوة على تجهيز منزل الزوجية والأثاث. ويغرق بالديون فلا يستمتع بشهر العسل ، ويلي ذلك تكاليف المعيشة وتسديد الديون ، وقد يأتي المولود الأول والزوج لم يسدد سوى جزء يسير من الديون، ثم يستدين للمولود الجديد، وتستمر حياة الزوجين وهما مكبلين بالديون. وأتساءل هنا لماذا اختفت العادات والتقاليد الايجابية في الزواج ، ولماذا لم يعد الأهل والأصدقاء والجيران والمقربين يدعمون بعضهم بعضا في الزيجات وخاصة في حالة تزويج الشباب . أما حين يفكر رجل متزوج أن يتزوج للمرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة فلا يصح أن نساعده على تلك الزيجة مهما كانت المبررات لأنه لا يحق له الزواج بأخرى طالما وهو غير قادر على تحمل نفقات الزوجة الأولى والزوجات الآخريات. كما أن تكاليف الزواج لا تقتصر فقط على ما قبل وأثناء الزواج ولكنها تنسحب إلى ما بعد الزواج بحيث يصبح الزواج حالة مرهقة للزوجين، والمشكلة الرئيسية في زيجاتنا أننا نفكر فقط في كيفية اتمام الزواج بحيث نظهر أمام الآخرين بأحسن حال. ويقال مثلا أن عرس فلان بن فلان على فلانة بنت فلان كان عرسا رائعا وفخما ومكلفا ، وبعد العرس تظهر مساوئ هذا الزواج فالزوج إنسان مستهتر ، والزوجة ليست مهيأة لتحمل أعباء الحياة الزوجية. فكم من أزواج أوهموا زوجاتهم قبل الزواج بأنهم سيعيشون زوجاتهم عيشة لا يحلمن بها ، وستكون حياتهم مفروشة بالورود ، وستذلل كل الصعاب دون أن يكون هناك ما يؤكد على ذلك . ويفترض أن يتفاهم الزوجان قبل اتمام الزواج في تكاليف المعيشة بعد الزواج ، ودور كل واحد منهما حتى لا يصطدم كل واحد منهما بالآخر ، ويعتقد بأن الآخر قد خدعه. وينبغي أن لا يكون التعاون والشراكة وخاصة المادية في الحياة الزوجية تثير حساسية أي طرف ، كما أن الاهتمام العاطفي والنفسي والثقة والاحترام المتبادل بين الزوجين يمكن أن يخفف من وطأة معاناتهم المادية ، ويجعلهم أكثر تقديرا لبعضهم البعض. ويمكن لهم أن يؤسسوا لحياة زوجية قائمة على أسس من المودة والتفاهم ، ومع الأيام تنمو العلاقة وتتوطد أكثر ، ويكونون قدوة لغيرهم من القادمين على الزواج. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك