بادرة إنسانية رائعة وغير مسبوقة قدّمها الرئيس عبدربه منصور هادي وهو يكرّم مجموعة أفراد وضباط نقطة حراسة منطقة “حيس” التي أحبطت منذ أيام محاولة تهريب شحنة من الأسلحة قادمة من ميناء المخا, وكان هذا العمل الوطني المسؤول محط ارتياح وتثمين كل المواطنين، حيث أعاد إلى النفس الثقة بوعي وإخلاص وجدارة رجال الأمن والجمارك في الحد من عمليات التهريب وبخاصة الأسلحة والمخدرات كما تجلّى ذلك في ضبط شحنات مماثلة وأدوات أخرى تدخل في تصنيع الأسلحة عبر ميناء عدن, فضلاً عن قيام هذه العيون الساهرة قبل ذلك باحتجاز سفينة محملة بمختلف أنواع الأسلحة كانت تُعد لإفراغ شحنتها على مقربة من ميناء اللحية في الحديدة وغيرها من العمليات المشابهة، وكلها مواقف بطولية وشجاعة ومخلصة للقائمين على حراسة هذه البوابات البحرية والبرية, الأمر الذي يستدعي دوماً تكريم هؤلاء الأبطال باعتبارهم قدوة يُحتذى بها في الانضباط والتفاني والأمانة والإخلاص. وحسناً أن قام الأخ رئيس الجمهورية بتكريم أفراد هذه المجموعة باعتبارهم أنموذجاً لكل أولئك الذين يعملون بتفانٍ ودأب ونكران ذات من أجل الصالح العام, خاصة أن هذه التقاليد الحضارية التي يجسّدها الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي في الوفاء لأصحاب هذه السلوكيات الحميدة والتي كادت أن تختفي من حياتنا وتُستبدل بأخرى تضر بأمن الوطن، وقبل ذلك تسيء إلى كرامة الإنسان وشرف الجندية، وهي حصيلة تراكم الكثير من السلبيات وفي طليعتها غياب قيم التكريم والجحود وإغماط حق العاملين بتفانٍ وإخلاص, وهو الأمر الذي ألقى بظلاله السلبية على مستوى الأداء المهني في مختلف مواقع العمل والإنتاج طيلة الفترة المنصرمة. وهذه اللفتة الرئاسية غير المسبوقة تتجاوز مجرد تكريم مجموعة الجنود هذه إلى أبعد من ذاك بكثير من حيث دلالاتها الرمزية في تكريم كل عين ساهرة وروح يقظة وإحساس وطني عال يضطلع به كل جندي مهما تباينت مواقع مسؤولياته, خاصة ونحن دوماً بحاجة إلى استحضار قيم الوفاء لكل من أخلص في أداء واجبه الوطني، ولنا في بادرة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي وهو يكرّم هذه المجموعة خير مثال وأنموذج يجب أن يُحتذى به من قبل كافة القيادات والمسؤولين بهدف إحياء هذه الروح المترعة بحب الوطن وبخاصة في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تضغط باتجاه شيوع مظاهر الفساد والإفساد وتنامي سلوكيات سلبية باتت تطغى على الحياة في ظل انهيار منظومة القيم التي باتت تتداخل فيها الألوان وتسود فيها نوازع الشر على ما عداها من قيم الخير كما يتضح ذلك في الكثير من التشوّهات التي واكبت – ولا تزال - الأداء في مختلف المواقع, وتحديداً تلك المرتبطة بالمنافذ الإيرادية التي تمثّل أحد بؤر إهدار المال العام وتسمح بدخول الأسلحة والمخدرات والمواد المضرّة بصحة الإنسان وسلامة البيئة والمجتمع. وإزاء شيوع قيم العشوائية والسلبية واستفحال روح اللا مسؤولية والاتكالية، فإن واجب المجتمع بمختلف مؤسساته مكافحة هذه الظواهر، وترسيخ قيم الولاء الوطني، وتعميق الوعي المجتمعي باستحضار المثل الأخلاقية وروح الانتماء والنوازع الدينية التي لا تستقيم دونها مقوّمات المجتمع ومكوّنات النفس البشرية الأمّارة بالسوء. إننا نجد أنفسنا هنا بحاجة إلى تكرار التأكيد على أهمية ما تمثّله هذه اللفتة الرئاسية من ترسيخ لمبادئ الوفاء والتقدير لكل من يقدّم عملاً مخلصاً لوطنه ولأبناء شعبه مهما استبدّت به عوامل الإغراء, حيث كان هؤلاء الجنود البسطاء أكبر من تلك الإغراءات فاستحقوا التحية والإكبار كما استحقها – كذلك – الرئيس عبدربه منصور هادي وهو يقوم بتكريمهم عرفاناً بيقظتهم وتقديراً لتحلّيهم بروح المواطنة المسؤولة والتزامهم بشرف وأمانة التقاليد العسكرية فضلاً عن صدق انتمائهم الوطني الذي ينبغي أن يكون تاجاً على رأس كل يمني. رابط المقال على الفيس بوك