بعد خمسة عقود من الزمن أي منذ قيام الثورة السبتمبرية وحتى اليوم واليمن مصابة بفيروس الفساد القاتل هذا الفساد الذي نخر في جسم أجهزة الدولة من رأسها حتى أخمص قدميها مما أقعدها عن التحرك صوب الآفاق الرحبة من البناء والتنمية والتي تمثلها أهداف الثورة الستة المعلنة صبيحة ذلك اليوم الأغر، إلا أن تعاقب الفساد ممثلاً بالحكومات المتعاقبة والتي أدارك ظهرها لهموم وتطلعات الشعب اليمني التواق إلى حياة أفضل في العيش والحرية والكرامة، واتجهت صوب سياسات سمتها قوى متنفذة في الدولة كانت تهدف إلى خدمة أهدافها ومصالحها الضيقة والتي كانت على حساب مصالح الشعب اليمني كله ونتيجة لذلك ظلت اليمن خلال الفترة المنصرمة تعاني من التخلف والفقر وسوء الإدارة ونهب المال العام فأثرت قلة قليلة من المتنفذين والمهيمنين على مصير البلد حيث امتلكوا الشركات الكبيرة والعقارات وامتلكوا الأرض بالكيلومترات ومن خلال ذلك استطاعوا أن يهيمنون على مقدرات البلد براً وبحراً وجواً وحولوا اليمن إلى عزبة أو قرية خاصة بهم فهم من يفتون وهم من يوجهون ويأمرون وهم من يمتلكون الحقيقة دون سواهم ونتيجة لمثل هذا الوضع المغلوط والمفروض ظل الشعب اليمني يعيش هذا الحال من الفقر والتخلف وأصبح مسوداً لا يسود اشعت من خلاله دائرة الفقر والجهل وعاش الشعب يئن من وطأة الأمراض التي أصبحت تفتك بالمئات منهم، كانت حصيلة تلك الأوضاع المزيد من التجهيل والإفقار وساءت الأوضاع في كل شيء ولا ينكر ذلك إلى جاحد فإذا أخذنا الجانب التعليمي فإنه لا يمثل الحد الأدنى من متطلبات التعليم فظل التعليم يسير من سيء إلى أسوأ وهكذا الحال في قطاع الصحة وغير ذلك من مجالات البناء والتنمية ونأخذ مثال لذلك الجانب الاقتصادي، فأي اقتصاد نستطيع القول إننا بنيناه وأي قاعدة انتاجية استطعنا أن نبنيها ونؤسسها لخلق واقع اقتصادي متطور يستطيع أن يلبي هموم وتطلعات المجتمع، كل هذه المآسي هي حصيلة نصف قرن من الزمن ونتيجة ذلك كان من الطبيعي أن يتحرك الشعب وفي مقدمته قطاع الشباب وهو المستهدف في عملية الإصلاح والبناء تحرك من أجل أن يضع حداً لهذا الواقع المزري والمغلوط فكانت الثورة الشبابية السلمية والتي حققت جزءاً لا بأس به من الأهداف التي كان يتوق إليها شعبنا خلال عشرات السنين.. إلا أن الطريق لازالت طويلة من أجل تحقيق كامل الأهداف التي يتطلع إليها شعبنا وهي أهداف مشروعة يعيشها معظم شعوب العالم، وشعبنا ليس أقل من تلك الشعوب التي بلغت شأناً كبيراً بفعل أهدافها المحققة.. واليوم فإن آمال شعبنا تتطلع إلى الحياة الأفضل من خلال التغيير الذي لابد وأن يطال كل أوكار الفساد والعمل على تصحيح كل الاختلالات التي أرقت شعبنا وجعلته يتخلف كثيراً عن باقي شعوب العالم، نحن اليوم بحاجة ماسة إلى دولة وحكومة مدنية عصرية تختصر لنا المسافات التي ذهبت خلال العقود الماضية وتعمل على تعويض شعبنا ما فاته من بناء في كل جوانب الحياة يكفينا تخلف، ويكفينا نفوذ إلى القلة على الأغلبية لتستقيم الحياة للجميع. رابط المقال على الفيس بوك