لماذا يسيل لعاب البنادق حين يطير الحمام؟ ويطرد ظل القذائف بقعة شمس بكأس البنفسج والنعش لا يودع الآن في باطن الأرض إلا نراجس مطمورة بالدماء؟ لماذا تود الشوارع أن تحتمي تحت سقف يغاير هذي السماء؟ شظايا أتت تستقر بقلب صغير تأبط في الساحة المدرسية كراسة الرسم والسندوتش هو الوقت سلسلة من بكاء القلوب فلا صوت يعلو على زفرات النشيج بكت غيمة حين جاءت ترشرش في أول الصيف حقلاً ولم ترتئيه بكى قمر حين لامس أول ضوئه, خد فتاة تنوح على عاشق أكلته حروب القبيلة ذابت أنيناً نجوم السماء على امرأة يملأ الجوع أفواه أطفالها والكلاب بكى البحر والنهر والدهر لما رأوا نغمة خنقتها يد الصمت لما رأوا الريح مصلوبة قرب ناي محطم لما رأوها القبور أتت تستبيح البيوت لمن تطلع الشمس؟ والليل يرقص فوق الدروب لمن؟ والخناجر مغروسة في العيون لمن يهرب الأمس؟ واليوم كالأمس مستسلم تناشد من أيهذا الأنين المغفل؟ كل المسامع مسدودة هجر الناس إحساسهم وارتدوا عفن الكائنات المخالب مشهرة والذيول نمت والنيوب مزخرفة فلمن تتوسل؟ حتى السماء التي لا سماء لها انشغلت لترتب جمر الجحيم كأنك يا أيها الحلم لم ترتجف بعد لم تأكل الحرب قلبك لم يمضغ الجوع حبك ماذا تخبيء بين ثنايا القصيدة؟ -- وقتا يطهر أيامه من غبار التأوه -- قطرة قلب تحط على شمعة الحرب ... تطفئها -- سروة تتوغل بين القبور -- سماء تمد يديها لتلقم كوخاً رغيفاً وخوخاً -- ربيعا يهشم أصنام طقس الجفاف. إذن: فلتغادر أجداثها الأغنيات ويقطن جوف المزامير همس النسيم. رابط المقال على الفيس بوك
