نشأنا في تعز الحبيبة إلى كل قلب ورأينا كيف نشأت القوى السياسية الدينية في كنف أثريائها خصوصاً بيت هائل سعيد أنعم وعايشنا بناءهم مدارس تحفيظ القرآن لهم وعايشنا بناءهم المساجد وتسليمها لخطبائهم وعايشنا بناءهم المعاهد الدينية المختلفة وتسليمها لهم ليس في تعز وحدها بل في سائر محافظات اليمن ورأينا كيف كانت تسلم الصدقات إلى أيدي هذه القوى لتوزيعها على الفقراء والمساكين !! ورأينا كيف دعم هؤلاء الصلحاء من أثرياء تعز وفي مقدمتهم بيت هائل سعيد أنعم مع الدولة ما سمي بجهاد هذه القوى في مواجهة ماكانوا يسمونه بالمد الشيوعي والتخريب في محافظة تعز ومحافظات مجاورة وتابعنا كيف لملموا التبرعات لدعم الجهاد الأفغاني حتى أن بعض أبناء المرحوم هائل سعيد كان يذهب معهم بنفسه ليقدم دعم الأسرة للمجاهدين في باكستان كل عام وهم مأجورون بنيتهم وتابعنا كيف دعم هؤلاء الجهاد في فلسطين والبوسنة والهرسك وغزة وووووالخ وجل هذه التبرعات كانت تدفع لقادة هذه القوى وتحت كل مسميات جمعياتهم الخيرية الدائمة والمؤقتة. وكيف امتلأت حقائبهم وصناديقهم باسم كل عمل إسلامي دون أن تشح نفوس اثريائنا ولا غيرهم ودون أن تنتابهم أدنى الشكوك في صدق مقاصد هؤلاء. ***** انتهضت هذه القوى أخيراً لما يسمونه بالتغيير في الآونة الأخيرة مع غيرهم وحميت المواجهات فصدق من صدق وافتضحت مقاصد الكثير وتحول أثرياء تعز ليس هائل سعيد أنعم وحده بل وتوفيق عبدالرحيم وعبدالجليل ردمان وغيرهم مثلما تحول سائر الناس أهدافاً مشروعة لهؤلاء لنهب أموالهم وممارسة شتى الضغوط لابتزازهم وماكان عليهم إلا أن يخضعوا لكل هذا الاستلاب حين ضعفت الدولة وقويت ميليشيات السلب والنهب باسم التغيير. **** وبعد أن انتصرت حكمة الحكماء وبدأت ترتيبات الوفاق كانت محافظة تعز الهم الأكبر للقيادة السياسية الجديدة في التعامل معها وإنهاء حالة المواجهات الدائرة فيها وقد احسن الرئيس التوافقي صنعًا في اختيار الأستاذ شوقي هائل لإنقاذ تعز من عبث وسطوة وتنازع كل الفرقاء وجاء الرجل بمايملكه من علم وخبرة وحتى ثروته الخاصة لكي يصلح هذه المحافظة التي ارتبط ازدهارها بهم كما ارتبطت بها جل استثماراتهم. ومن حينها لم يدخر المفسدون جهداً في مواجهة ومقاومة ومحاولة إحباط كل جهد مخلص لهذا الرجل والتشكيك في كل مقصد ونية وعمل حتى آخرها الهيئة الاستشارية التي أراد بها أن يجمع الأطراف المعنية بالخراب والبناء في هيئة واحدة وإلزامهم بمسار يصلح ولا يفسد ويجمع ولا يفرق فارتفعت عقيرتهم بكل نقيصة. ***** يعجب المرء لمواقف البعض العدائية الصارخة من الجهود التي يبذلها الأستاذ شوقي هائل في محافظة تعز ويعجب لهذه الاستماتة التي ظهر بها هذا البعض لإحباط هذه الجهود الهادفة لرأب الصدع الذي أحدثه هؤلاء طوال أكثر من عامين من التثوير والخراب والسلب والنهب والتدمير تحت شتى شعارات التغيير المموهة. وربمالا مجال للغرابة في كل حال ولا العجب من هذه المواقف حين نعلم أن مستضعفي الأمس قد أثروا على حساب هذه الامة فاستكبروا وتحولوا إلى مقاولي حروب وأزمات وأصبحت لهم ارتباطاتهم العالمية والإقليمية والمحلية وأصبحت لهم صولة وجولة وميليشيات وقادة واستقووا بسلطان الكفر العالمي لبناء سلطانهم في المشرق والمغرب العربي. كما لا نستغرب للتنكر الذي نشهده منهم لكل من أعانهم في بناء حركتهم ووجودهم وحماهم ومولهم حتى وصلوا الى ماوصلوا إليه. لكن ما ينبغي أن يفهمه الجميع أن الكثير لا يهمهم أن يأتي محافظ عارف ومصلح ومكتفٍ وحريص على بلده كي يبنيها ويبذل فوق جهده وعلمه وخبرته ماله ولديه كل مقومات النجاح من علم وخبرة وثروة وعلاقات عامة بل الذي يهمهم أن تقع في أيديهم أكبر عدد ممكن من المحافظات والوزارات حتى يمكنهم الاستئثار بأقصى مايمكنهم الاستئثار به من خيرات الوطن وتحويلها إلى خزائنهم الخاصة. وإذا عرف السبب بطل العجب. ***** وأبناء المحافظة الذين يعرفون الجميع أدركوا ذلك وكان لهم موقف يعلمه الجميع لدعم توجهات الصلاح والبناء والتغيير الحقيقي ودحر مقاصد الطامعين وتجار الأزمات والحروب, وقد أسمع أبناء تعز صوتهم في غير مناسبة وسيسمعونه في كل حين ومثلما أحبطوا رغبة البعض في إسقاط تعز في إبان الأزمة سيحبطون هذه الرغبة بعدها. وفي الواقع مثلما نعجب لهذا الجنون من قبل المفسدين في مواجهة الاستاذ شوقي نعجب لثباته وسيره الواثق بالله وبأبناء شعبه وسيره بعقل وشجاعة وصبر. والأستاذ شوقي يعلم أن الجنة قد حفت بالمكاره والنار حفت بالشهوات والعاقبة للمتقين .. وأن الله لا يصلح عمل المفسدين. رابط المقال على الفيس بوك