التعليم هو الحصن الحصين لتأمين المستقبل في أي بلد من بلدان العالم , ولنا في اليابان خير شاهد فقد خرج هذا البلد من الحرب العالمية الثانية وهو محطم القوى في شتي مناحي الحياة وما هي إلاّ سنوات معدودة ليعود هذا البلد كثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم ,وما ذاك إلاّ نتيجة لاهتمامه بالتعليم بدرجة أساسية وإعطاءه ما يستحق من مكانه وتوفير كل الإمكانيات اللازمة التي تهدف إلى الارتقاء به , لا يمكن لبلد ما أن يحقق النهوض والتطور وهو لا يعير التعليم الاهتمام الكافي واللازم , ونظرة لحال التعليم في هذا البلد تجرنا معرفة سبب تموضعنا وتجمدنا في ذيل القائمة بين الأمم, مدارسنا كل عام تفتح أبوبها لاستقبال الطلاب والطالبات وهي غير جاهزة لذلك الاستقبال, فلا كتب دراسية متوفرة بحسب عدد الطلاب والنقص حاصل في أغلب المواد الدراسية , وربما يمضي الفصل الدراسي الأول والكتب الدراسية لازالت ضائعة وفي علم الغيب ولم تصل إلى الكثير من المدارس,ونقص آخر تعانيه المدارس في عدد المعلمين حيث تشكو الكثير من المدارس من توقف التدريس في بعض المواد الدراسية نتيجة لنقص المعلمين في هذه المادة أو تلك,والمباني المدرسية الكثير منها متهالك,والمبنى المدرسي الواحد يستخدم لأكثر من مدرسة في الفترة الصباحية لمدرسة وفي الفترة المسائية للأخرى,وخلال السنوات القريبة تم إقحام الطلاب في الشئون السياسية للبلد وكأنهم قادة أحزاب ,وتم استخدامهم لأغراض سياسية لا تخدم العملية التعليمية بالمطلق, فلمصلحة من يتم إخراج الطلاب من مدارسهم إلى الشوارع للتظاهر و التجمهر لأغراض سياسية يستفيد منها البعض للحصول على مكاسب أنانية ضيقة في حين يخسر الطلاب يومهم الدراسي, والنتيجة العامة تكون هذا الضعف الحاصل الذي نلمسه في التحصيل العلمي للطلاب بالذات دوناً عن الإناث اللاتي يتفوقن على الطلاب دوماَ ,والسبب طبعاً يعود إلى انتظامهن في التعليم وعدم انجرارهن خلف تلك الأهواء السياسية ,يا هؤلاء أبعدوا السياسة والصراعات الحزبية الأنانية عن مدارسنا ولا تقحموا الطلاب فيها, واعملوا من أجل الارتقاء بالعملية التعليمية بتوفير كل ما تحتاج إليه من كتب ومعلمين ومبان ومنهاج دراسية سليمة ,وأعطوا المعلمين حقوقهم المشروعة بدون إذلال ومن عليهم , وهذا وحده فقط كفيل بالنهوض بالعملية التعليمية , وإبعادنا عن ذيل قائمة الأمم.. [email protected]