- حسن نائف .. - ثلاثة أشهر فقط تفصلنا عن انقضاء العام الدراسي 2006- 2007م وسط مخاوف اولياء طلاب عدد من المدارس على مستقبل ابنائهم العلمي اثر النقص الحاد غير المبرر في المناهج الدراسية والمعلمين الذي تعانيه كثير من المدارس مما يؤكد ان خطة اعادة توزيع المبنى المدرسي والكادر التربوي لم تحقق غايتها في تغطية الاحتياج للمعلمين خصوصاً في المواد العلمية ضف إلى ذلك عدم توافر المقرر الدراسي في معظم المدارس ،سواء الاساسية أم الثانوية رغم تأكيد مسئولي التربية انه قد تم تلبية متطلبات العملية التربوية من المناهج التعليمية وتم توزيعها على المدارس في وقت مبكر من العام الدراسي. - مايزيد من مخاوف أولياء الأمور على المستقبل العلمي لأولادهم تعرض عدد من المدارس للإغلاق نتيجة عدم توافر الكادر التعليمي وذلك ماهو حاصل في مديرية حزم العدين محافظة إب حيث يشير تقرير إحصائي لمسئول في الادارة التعليمية بالمديرية أن العجز في المعلمين الذي وصل إلى 145 معلماً ادى إلى اغلاق خمس مدارس اساسية وبالتالي حرمان آلاف الابناء من التعليم كما أن نحو 6 مدارس اساسية هي أيضاً شبه مغلقة، كونه لايوجد بها سوى معلمين فقط غير قادرين على تدريس كل التخصصات للصفوف المختلفة، واشار التقرير ان خمس مدارس جديدة تم تنفيذها مؤخراً من قبل مشروع تطوير التعليم الاساسي ستظل هي الأخرى مغلقة نظراً لعدم توافر المدرسين. هذه المعلومات نوردها كأنموذج لحال التعليم أما النقص الحاصل في معلمي المواد العلمية فحدث ولاحرج حيث تسبب في تدني مستوى التحصيل العلمي للطلاب بعموم الجمهورية وهو مابات واضحاً من خلال النسب المتدنية لطلاب الثانوية في المواد العلمية.. ووضع كهذا بلاشك سينعكس سلباً على مستقبل الاجيال لاسيما ان انتقال الطالب إلى الدراسة الجامعية في ظل النقص المعرفي سيجني تبعاته الاجيال القادمة التي ستتلقى تعليمها على أيادي معلمين هم في الاساس نجحوا بالدهفة كما يقال ، ولاذنب لهم في ذلك كونهم تلقوا تعليمهم في ظل ظروف انعدم فيها المعلم المتخصص. - صحيح ان تدني التعليم مسئولية مشتركة تتداخل فيها جملة من العوامل اهمها عدم اهتمام الطالب نفسه بالمثابرة والاجتهاد في رفع مستواه العلمي ،إلى جانب عدم انضباطه في الدراسة ،إلا أن الادارة المدرسية وكذا التربية والتعليم تسهم بشكل مباشر في انخفاض مستوى التحصيل العلمي للطلاب فالادارة المدرسية غيبت دورها تلقائياً في ربط الطالب بالتعليم ومراقبة ادائه ، وتتساهل في أمور كثيرة مع الطالب المتخلف عن الدراسة والمعلم المقصر في اداء مهامه. - والتربية والتعليم لم تؤدِ واجباتها في حل معضلات العجز في الكوادر التعليمية وتلبية احتياجات المدارس من المعلمين والمقررات الدراسية إلى جانب تعيين إدارات تعليمية ومدرسية لاتتوافر لديها القدرة والكفاءة في النهوض بالتعليم كمرتكز اساسي لتحقيق التنمية والتقدم. عموماً الحل بيد أهل العقد والربط وهي وزارة التربية والتعليم المطلوب منها عاجلاً وقفة تقييمية امام تردي الاوضاع التعليمية واعادة النظر في توزيع الكادر التعليمي والايفاء بمتطلبات العملية التربوية والاسراع في معالجة اوضاع المدارس المغلقة وتلك التي تعاني نقصاً في الكادر التربوي فتلك مهام ينبغي ان تتصدر اولويات قيادة الوزارة قبل فوات الأوان.. نأمل ذلك .