الحكومات المتعاقبه من 50 سنه لم تقم بإقتلاع شجرة قات واحدة على الرغم من قدرتها على التخطيط والبحث عن الوسائل والبدائل الممكنة لشجرة القات ، وفي مبادرة غير مسبوقة تم اقتلاع الآلاف من أشجار القات في حراز دون سابق مقدمات ، وهي خطوة لا يمكن احتمال تكرارها في مناطق أخرى لأن الأمر يتعلق بالبدائل الممكنة للمزارع، والتي تعوضه دخلاً بديلاً عن القات. كما أن المبادرة في حراز لم تكن وليدة اليوم ، أو ناتجة عن تحول فكري وثقافي اجتماعي ، فقد دعا إليها سابقا(محمد برهان الدين )الداعي الفاطمي الثاني والخمسون، سلطان طائفة البهرة ، في إطار جهوده لرفع المستوى المادي والمهني لأبناء الطائفة ، وتم إنشاء لجنة الزراعة والري شرقي حراز لمكافحة القات ، واستبدالها بشجرة البن وغيرها من زراعة الخضروات والفواكه، وفي دعم وإنشاء البرك في قرى حراز النازحة التي يشح فيها الماء وتتعوق فيها عملية الزراعة (بحسب المصدر) . وعلى الرغم من أن البهرة يمثلون أقلية ومحصورون في مناطق معينة، إلا أنهم يمتلكون تنظيماً مترابطاً وإمكانيات مادية كبيرة ، وهذا يجعلهم فئة خصبة للتوظيف في الصراعات الاقتصادية والسياسية في بلادنا، فمن قبل العام 2006م تحاول البهرة بتسهيل النظام السابق الحضور القوي في المشهد الاقتصادي، وإستغلال ما تملكه من إمكانيات وتنظيم، لتصبح قوة اقتصادية في مواجهة القوى الاقتصادية الكبرى الموجودة في البلاد ،والتي كانت تتفوق دائماً في التنظيم وقدراتها الإدارية. كما ان توقيت إشهار حملة قلع أشجار القات التي بدأت قبل فترة والتغطية الإعلامية لها اليوم يطرح تساؤلاً حول إمكانية تعزيز دور البهرة في المشهد السياسي ، وإمكانية أن يمثل إقتلاع أشجار القات في حراز بوابة لصراع طائفي جديد، في مكان جديد ، وهو ما قد يمكن توظيفها مستقبلاً كأقلية تفتح المجال أمام (حماية حقوق الأقليات) ، بعد العجز عن اعتبار اليهود كذلك .