تقول وجدان«وكانت البنت تبكي على قبر أبيها وتضع له الزهور يومياً وعندما علمت أنه كان يحب الفل أحضرت الفل كل يوم وعاشت بسلام وأمان» ويقول أحمد«أدمن الأب القات والمخدرات وبعد أن قتل جميع أفراد أسرته مات وهو ظالم نفسه» أسامه قال«بحثت أمي عني كثيراً وقتلتها سيارة مسرعة » قالت هنادي « أمي هل أنتِ فرحة بنجاحي أنا وأخي! أجابت الأم : نعم » ويقول عبد الرحمن «بعد أن قتلت دولة العدو إلياس غيَّر سيف خطته الفاصلة وكسب المعركة» واختتم عبد الرحمن قائلاً «فعاش الحاكم الذكي في جزيرته ، بعد أن بنى قصراً وحفر بئراً وجمع من كل زوجين اثنين» كانت هذه مجموعة من نهايات قصص كتبها الأطفال، ففي أول فعالية نوعية يقيمها نادي القصة (إل المقه) وذلك ضمن برنامجه للثلث الأول من العام 2013 أقيمت فعالية « الأطفال يحلَّقون في سماء القصة » وفيها قرأ مجموعة من الأطفال بعض قصصهم بأسلوب سردي ولا أجمل أمام كبار الكتّاب والأدباء والمثقفين والذين أنصتوا إليهم والدهشة كانت حاضرة ، فقد تنوعت الأفكار وحلقنا في الفعالية مع خيال الأطفال وهم يرسمون واقعهم وإن غلبت على أغلب القصص السوداوية والنهايات المأساوية . وقد ركزت الفعالية على الاهتمام بأدب الطفل ،ومحاولة التعرف على ما يكتبه الأطفال وكيف يصورون بخيالهم الخصب عالمهم وما يحيط بهم وكيف يرسمون بأناملهم الصغيرة المستقبل الذي يحلمون به. وكانت فعالية ولا أجمل ووقف الصغار أمامنا كباراً : كباراً وهم يصورون واقعهم المؤلم وما يحيط بهم من أحداث في قصصهم وبخيالهم وضعوا لها الحبكة والنهاية التي يرونها مناسبة : كباراً وهم يصورون تناقض القيم التي يلقنها لهم الكبار في البيت والشارع والمدرسة والإعلام والمسجد وبين العالم الواقعي الذي استباح فيه الكبار هذه القيم :كباراً وهم يخطون بأقلامهم قصصاً لأدب الطفل ، قتل قبل أن يولد في اليمن. تجربة خرجنا منها جميعاً ونحن مذهولون،كنا نتوقع أن يصور الأطفال في قصصهم عالم الغابة وسندريلا ويطيروا بنا مع الأقزام وأميرة الثلج، ولكنهم كتبوا واقعنا الذي فرضناه عليهم وبكل أنانية، وأقحمناهم في سقوطنا وصراعاتنا. كنت وأنا أقرأ القصص تتملكني الدهشة ، فقد قرأت لكبار كتاب القصة ومن كتب للطفل مثل الدكتور /إبراهيم أبو طالب،والأستاذ/منير طلال وقد كتبا للطفل بخيال ونهايات سعيدة ولمراحل عمرية مختلفة، وعندما قرأت لهؤلاء الأطفال قرأتُ لعالم الكبار بجميع تناقضاته ، ضاعت طفولة أطفالنا في قصصهم وبرزنا نحن فيها،وكأننا نتبادل الأدوار. كبر أطفالنا قبل أوانهم،هم بحاجة إلى تفعيل الأنشطة في مدارسهم لتنمي مواهبهم، بحاجة إلى إعلام ينمي عقولهم ويكتشف مبدعيهم. أطفالنا بحاجة أن يعيشوا سني عمرهم ببراءتها مكفولين بجميع حقوقهم. أطفالنا بحاجة إلى دولة تهدف في جميع خططها لبناء الإنسان. أطفالنا بحاجة لإعادة صياغة حياتنا. إن بناء عقول الصغار هو المستقبل الذي ننشده.