الدولة تتعامل مع طلابها المبتعثين للدراسة في الخارج بخشونة، وصلف، أشد من التي تتعامل بها مع قطاع الطرق، مفجري أنابيب النفط وأعمدة الكهرباء. مرت أكثر من ستة أشهر وطلابنا في ماليزيا وألمانيا والجزائر زبائن الأرصفة والطرقات، عالة، يسدرون عاطفة الناس، فحكومتهم ابتعثتهم وأسلمتهم للعراء، كما لو كان بضاعة زائدة، ووجب التخلص منها إلى خارج دائرة الحاجة. في الوقت الذي تتكاثف الوجاهات القبلية، والتوجيهات تتسارع، والمالية تصرف، والوسطاء يتقدمون، و«الجنابي» تتقافز للإرضاء، والجاه، من أجل إسكات قطاع الطرق، والمخربين!!. هل على طلابنا قطع طريق برلين، وكوالالمبور، والجزائر، ونيودلهي، حتى تعترف بهم حكومتنا؟ أم عليهم اختطاف وزير ألماني، ومثقف هندي، ومستثمر ماليزي، حتى نقول: لدينا حكومة تعترف بحقوق رعاياها..ملايين الدولار تصرف سنوياً لعلاج مشائخ النهب والفساد في الخارج، وأولاد المسؤولين في أرقى جامعات العالم منذ أكثر من عشرات سنوات، ومنحهم المالية لم تتوقف. في تحقيق سابق نشرته صحيفة (الوسط) قبل أكثر من ست سنوات، أثبتت وثائقه أن نجلي خال الرئيس السابق، وابن مدير مكتب الرئاسة السابق، يدرسون في أمريكا منذ العام 1991 ومنحهم المالية لم تتوقف، وتكلفة دراسة خالد علي عبدالله صالح في أكاديمية سانت هيرست البريطانية تكفي لسد حاجة جميع المبتعثين في ماليزيا وألمانيا. هل طلاب العلم هم من سيبنون وطن الغد أم الرعاع الواقفون أمام مصلحة شئون القبائل ويتقاضون سنوياً 13 مليار ريال؟. حتى المشائخ الذين وقفوا مع الثورة كانوا يتحدثون من منصة التغيير وتتحرك مواكبهم مسرعة إلى مصلحة «الرعاع» ليقبضوا رواتبهم ومستحقاتهم، بل إن من توقفت مستحقاتهم صرفتها حكومة الوفاق، التي جاءت على حساب الثورة الشعبية وجماجم ودماء الشهداء. يجب على حكومة الوفاق أن تعرف أنها أقل حكومات العالم إنفاقاً على التعليم، وأن الطالب اليمني المتفوق والمتمكن هو الوحيد بين أقرانه من يكابد الأمرّين في سبيل العلم والمعرفة. أجدد تضامني مع كل فقرة وردت في بيان التضامن مع هؤلاء الطلاب والدارسين في الخارج. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك