تُنسى كأنَّكَ لم تَكُنْ تُنْسَى كمصرع طائرٍ ككنيسةٍ مهجورةٍ تُنْسَى كحبّ عابرٍ وكوردةٍ في الليل.... تُنْسَى أَنا للطريق...هناك من سَبَقَتْ خُطَاهُ خُطَايَ مَنْ أَمْلَى رُؤاهُ على رُؤَايَ. هُنَاكَ مَنْ نَثَرَ الكلام على سجيَّتِه ليدخل في الحكاية أَو يضيءَ لمن سيأتي بعدَهُ أَثراً غنائياً...وحدسا تُنْسَى, كأنك لم تكن شخصاً, ولا نصّاً... وتُنْسَى. أشعرُ بوجعٍ خفيّ وظاهر وأنا أقرأ هذا المقطع الشعريّ للحيّ في أوردتنا الشاعر الكبير “محمود درويش”.. وهو يلخّص الحقيقة في جملة الجحود والنكران “تُنسى كأنك لم تكن”. وهل هناك أبلغ من هذه الجملة كواقعٍ نعيشه.. وجحدَ فيه الناسُ من وهبوا أنفسهم وحياتهم لخدمة مجتمعاتهم.. وضحوا بأرواحهم لتحقيق أرقى معاني الإنسانية وأبهاها منزلةً في ضمائر الخلق!. ويتضاعف الوجع حين نسمع المقطع السابق بصوت الفنان البهيّ “سميح شقير” وهو يُضيف لسحر درويش.. نشوة الشجن في ضلوع الغياب الماثل دوماً في حنايا الانتظار لموعدٍ لا يجيء.. ولا ترقبه عيون الفواجع كقصّةٍ عابقةٍ بالحياة.. ليذبل في زهوها الحلم.. وفي حقيقتها زهرة النماء. فلماذا كان علينا أن ننسى لئلا نتذكّر؟!.. هل نحن هاربون من التذكّر؛ لأننا غير جديرين بمواجهة الحياة بابتسامة الأمل.. وبوفاء التأريخ لبشرٍ مضوا لكنهم تركوا خلفهم حياةً أخرى هي الأبقى من أنفاسهم المختنقة بجحودنا الفجّ؟!. رابط المقال على الفيس بوك