في الأسبوع الماضي أعلن عن انعقاد مؤتمر وطني لمكافحة القات، ولم يسأل أحد حتى الآن ماهي وسائل المكافحة، هل هي مبيدات اخترعت خصيصاً وبطلب رسمي من الحكومة اليمنية يتم استخدامها بواسطة مهندسين زراعيين يمنيين أم خبراء أجانب؟. وماهو موقف المزارعين أنفسهم والموالعة الذين سينحازون حتماً إلى أصحاب المزارع بأمر النشوة التي يحدثها القات في عروقهم ويهيج مشاعرهم وتفكيرهم لساعات ثم تتحول النشوة إلى وساوس وهموم تبحث عن الدخل المتجدد اليومي الذي يغطي قيمة القات وقيمة الطعام وعلاج آثار القات ومابين ذلك من مستحدثات سيطرت على جزء كبير من المجتمعات وبالذات الشباب وهي معروفة وأصبحت من لوازم مابعد المقيل والاستعانة على قضاء الليل واستمرار النشاط رغم قلة النوم؟. إن القات شجرة لا أظن أنها ستختفي على المدى المتطور ولن يبقى سقفها، أي نموها واستحواذها على الأراضي الخصبة وعلى المياه وكذلك على التعامل بها ليسخر بها بعضنا البعض كأقوى عامل للرشوة وإفساد القضاة والمسئولين التنفيذيين في ظلم الضعفاء وبدون رحمة أو حياء من الله أو خوف من القانون. فالراشي يبذل المال ويقول هذا حق القات ويشتري القات الفاخر من مقوت مخصص ومشهور بأنه معبود الموالعة الكبار، أي المسئولين أو حتى بعض المتسولين، وقد رأيت وسمعت بعضهم يسألون الناس حق القات أو يقولون لو سمحت وفّي التخزينة، فالذي معي لايكفيني بدلاً من سؤال حق الرغيف أو بعض العلاج. وبقدر ما ضحكت من حكاية المؤتمر الوطني لمعالجة مشكلة القات لكون التسمية أو العنوان كبيراً، يتصور من لم يعرف سطوة القات هذه بأنه سيكون جماهيرياً وسيحضره مئات الآلاف وتشكل له لجان متابعة ميدانية تقوم بحصر المساحات المزروعة وتعلن ما تبقى من الأراضي البيضاء محرمة ومحظورة على القات ومن ثم ترفع تقاريرها أولاً بأول وتقترح المعالجات الصارمة لتنفيذ التقارير والمقترحات ومن ذلك العقوبات على من يتهربون من تنفيذ تلك المقترحات ومكافأة الملتزمين بها عبر الاعلام. كما أن المؤتمر إذا عقد ربما سيعلن جملة من الحوافز الأخرى كتوزيع بذور البدائل كالفواكه والخضروات والمحاصيل الزيتية وتوسيع المساحات التي قيل بأنها قد ظهرت لزراعة الزيتون بعد نجاح تجارب زراعية على نطاق محدود وفردي والذي كان مشجعاً للآخرين ليقتلعوا بعض أشجار القات علماً بأن أشجار الزيتون تتحمل العطش وتتلاءم وتتآلف مع الطبيعة الصحراوية القاسية كما رأينا في الأردن وهو المثل الأعلى في تحويل مناطق شاسعة إلى غابات من أشجار الزيتون، وتستطيع أن ترى أشجار الزيتون في الحدائق المنزلية وعلى جوانب الشوارع وهي مثقلة بالثمار في موسمها دون أن تمتد إليها يد للسرقة أو العبث كما نفعل نحن كباراً وصغاراً بقطع الأشجار التي تغرس في موسم التشجير من كل عام، وياليت أكون مخطئاً وحدي أو متشائماً بمفردي من حكاية انعقاد مؤتمر وطني لمكافحة القات أو التخفيف من أضراره.