لابد أن ندرك جيداً أن مصلحة الوطن فوق أية مصلحة مهما كانت طالما ترضي الرب، وتقود الى الأمن والأمان، وبناء الانسان.. ولن يتم ذلك الا اذا استشعرنا حب الوطن في قلوبنا.. والوحدة في عروقنا ودمائنا.. علينا ألا نسيء الظن عندما نتحاور حول خلافاتنا او اختلافاتنا الرؤيوية او الفكرية مهما كان البون شاسعاً.. فرواسب الماضي لا تعد ولا تحصى.. فالجراح عميقة وغائرة.. ولكن من اجل اليمن يهون كل شيء.. حتى الخطوب والنوازل والمحن.. مهما كان حجم الازمات.. وبعد المسافات.. صدر اليمن يسع الجميع بكل اطيافه ومشاربه السياسية والحزبية والمذهبية والفكرية.. ولكن علينا ان نضع نصب اعيننا مصلحة اليمن اولاً فوق مصالحنا مهما اختلفنا.. لاننا عندما نعي مفهوم الهوية الوطنية الحقيقية التي لا تفرق بين ابناء الوطن الواحد مهما اختلفنا معهم فكرياً او ايديولوجياً او مذهبياً سنظل نستظل تحت شجرة اليمن الوارفة الظلال جميعنا، لأنها مصدر قوتنا وعزتنا ومجدنا وكرامتنا.. وأي انحراف لأية هوية أخرى، ستقودنا الى مهاوي الصراعات والفتن.. اما الذين يريدون ارجاع الوطن الى عهود الدويلات والسلطنات والمشيخات، فهم واهمون لأنهم لم يعوا الدرس جيداً.. وكرات الثلج ستلاحقهم في اوكارهم وجحورهم!!.. فالوطن فيه ما يكفيه.. فلا داعي لافتعال الاحداث والازمات.. واستغلال المساحات الرؤيوية التعددية لخدمة فئات او جماعات او مؤسسات فكرية او مذهبية او جهوية قد تؤدي الى نتائج كارثية خطيرة.. فاليمن في غنى عنها.. لذا علينا ان تكون رؤانا الفكرية متوافقة ومتناغمة.. واهدافنا مدروسة ومموسقة من اجل بناء يمن آمن مستقر مزدهر.. المرحلة عصيبة.. والموقف خطير يحتاج منا جميعاً الا نفرط بوحدة الارض والشعب، والهوية الوطنية، لأنها جزء لا يتجزأ من كياننا الروحي والثقافي والحضاري.. اما الذين يرفعون شعار اللاوحدة هم قليلون.. وهم مأجورون.. لأن قلوبهم ملأى بظلام الماضي واسقامه المزمنة.. ونفوسهم داكنة السواد.. وعقولهم أدمتها الأدلجة الهلامية.. والنظريات الانشطارية الفراغية.. أما الذين يحاولون جر اليمن الى المربعات الساخنة باختلاق الفتن والازمات وضرب المنشآت الحيوية.. فهم الخاسرون اولاً واخيراً.. ومثل هذه الأساليب المتلونة كالحرباء ليست من شيم ومناقب هذا الشعب الأصيل، وإنما نتاج ثقافات بائدة.. وافكار خائرة.. فشعبنا منذ القدم قدم ارتالاً من الشهداء لترسيخ وتجذير وحدة الارض والتراب والانتماء.. ولا يمكن بأي حال من الأحوال- بعد هذا النضال الطويل، والكفاح المرير، وتلك التضحيات الجسيمة التي لا تقدر بثمن ان نعود مرة اخرى الى عهود الشتات والضياع والتمزق.. فاليمن لن يكون يمناً قوياً الا في ظل وحدته.. فوحدتنا هي حياتنا ووجودنا.. هي قوتنا وعزتنا.. هي حاضرنا ومسقبلنا وبدونها ستظل اليمن مشلولة الجناح.. فلنكن مع وحدة اليمن وإن جارت علينا الأيام والسنون.. فبالوحدة يعز اهل اليمن.. وبها نبني اليمن.. فالوحدة خط احمر فهي راسخة رسوخ الجبال في قلوب ابناء اليمن شمالاً وجنوباً.. شرقاً وغرباً.. كل شيء قابل للنقاش الا الوحدة.. وعلينا ان ندرك مدى آثار حرب صيف 94م على الوطن أرضاً وانساناً ووحدةً.. ولكن الظروف تغيرت.. والأحوال تبدلت ولم يعد هناك ما يخيف او يهدد بعدها الوطني والانساني، فراهن الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية على الديمقراطية والحوار المسؤول والشعب في صونها وحمايتها والدفاع عن انجازاتها ومكاسبها التي وضعت الأسس والمعالم الجديدة، والانطلاقة النوعية التاريخية للمشروع الوطني الجديد بناء دولة النظام والقانون.. إن العالم اليوم يقف مع اليمن قلباً وقالباً تجاه ازمته الراهنة، ويتجلى ذلك في موقف مجلس الأمن الدولي، والإجماع الدولي على دعم وحدة اليمن وأمنه واستقراره.. وبهذا الإجماع تكون اليمن في حواضن القوى الاقليمية والدولية على مختلف الاصعدة سياسياً واقتصادياً وتنموياً واجتماعياً وثقافياً.. آن الأوان ان تقف كل القوى بمختلف مشاربها السياسية والحزبية والجهوية والمذهبية مع الحوار الوطني الجاد، فإن الحوار بكل تفاصيله ودقائقه يسير ضمن فاعلية السياسة الوطنية لانقاذ اليمن ودعمه اقليمياً ودولياً للإسهام، ودعم عملية التسريع في وضع اسس وقواعد بناء الدولة اليمنية الحديثة.. فاليمن قوي بقوة وحدته.. لذلك فإن بناء اليمن الجديد.. يمن المؤسسات.. والقانون.. والعدالة.. والمواطنة المتساوية غداً على موعد قريب مع تكوين المشروع الوطني الجديد الجامع بين المكونات الثقافية والحضارية والتاريخية للهوية اليمنية، وبين متطلبات ومقومات واسس وقواعد بناء اليمن الجديد.. الآمن المستقر المزدهر.. فلنكن مع الحوار الوطني الهادف الجاد من أجل بناء اليمن الجديد أرضاً وإنساناً ووحدةً وانتماءً وهويةً.. رابط المقال على الفيس بوك