يعز في نفس الإنسان الذي قدم عصارة جهده وعنفوان شبابه خادما مخلصا.. للوطن دون أي تلكؤ أو إهمال ناكرا لذاته مسخرا حياته وصحته وكل إمكانياته العلمية والمهنية في خدمة المجتمع طامحا له التطور والنمو والازدهار نحو المستقبل الوضاء الذي يأمل أن يراه فيه . حتى ينهي فترة عمله المقررة وفق القانون ليتقاعد وهو قانع بما حققه من انجازات عامة للوطن والمجتمع غير مبال بما حققه من انجازات ذاتية لأسرته و أولادة . تصوروا ماذا يستحق أمثال هؤلاء من تكريم المجتمع والدولة لهم هل يستحقون الإهمال و لامبالاة بهم وسلب ابسط حقوقهم التي يستحقونها وفق القانون . للأسف الشديد هذا ما حصل لجيل كامل من المعلمين والمعلمات من خدموا الوطن والمجتمع في أصعب مرحلة مر بها الوطن أي منذ السبعينات حتى يومنا هذا تربى على أيديهم أجيال كاملة هي الآن في مواقع هامة تخدم وتدير البلد هؤلاء هم رجالات التربية الأوائل في محافظة عدن وبعض المحافظات الجنوبية الذين قدموا للوطن الكثير والكثير ولهم بصمات واضحة في الوسط الاجتماعي لا ينكرها سوى جاحد . مشكلتهم أنهم جزء من ضحايا الإهمال والتسيب للنظام الإداري الفاسد للسلطة السابقة حيث تجاوزوا أحد الأجلين ليحالوا للمعاش التقاعدي ونظراً لعدم صرف مستحقاتهم وإهمال الإدارة التربوية وفرع وزارة العمل والخدمة المدنية في تسوية أوضاع رواتب المعيشة ولم تصرف لهم العلاوات السنوية ولا طبيعة عمل لفترات طويلة أي حرمانهم من كل مستحقاتهم . والآن وعندما بدأت الوزارة بالفوقان وأرادت إحالتهم للمعاش وذلك بحرمانهم من كل مستحقات حصلوا عليها في الفترة الإضافية ما بعد استحقاقهم للمعاش مع العلم بأن كل الاستقطاعات من ضريبة دخل واشتراك الضمان التقاعدي والصحي مستمرة إلى هذه اللحظة . اعتقد أن تطبيق القانون في حرمانهم من أي استحقاق حصلوا عليه يترتب عليه إعادة كل هذه الاستقطاعات التي تمت دون وجه حق أو اعتبار الفترة الإضافية فترة عمل وتضم ضمن تسويات رواتبهم فهم لا يتحملون مسئولية تأخر إحالتهم للمعاش . وهنا أناشد وزير التربية والتعليم ووزير الخدمة المدنية معالجة أوضاع أناس خدموا هذا الوطن بكل إخلاص وتفان في تربية وبناء جيل هو حامل هم الوطن ورائد عملية التغيير الجارية في البلد . أليس كافيا أنهم ظلموا خلال الفترة السابقة لا رعاية صحية ولا مستوى معيشي ولا حياة كريمة تليق بمقدار الرسالة التي حملوها وآمنوا بها ومعظمهم في حالة صحية يرثى لها .. ما هكذا يكافأ الإنسان لمجهود أربعين عاما من العمل المخلص متى سنصل إلى مستوى تعامل الدول المتطورة للحيوان لا الانسان. رابط المقال على الفيس بوك