القطر العربي التونسي الذي اندلعت منه “ثورة الربيع العربي” قبل أي قطر آخر ثم انتقلت إلى الأقطار العربية المجاورة كانت الشرارة الأولى من تونس، تلك الشرارة التي أشعلت النار في جسد المواطن التونسي “محمد البوعزيزي” لتلتهب تونس كلها، وتشتعل ضد الرئيس المخلوع “زين العابدين بن علي” والذي أضطر إلى الهروب خارج البلاد، خوفاً من النظام الذي لم يعد صالحاً، لما تميز به من جبروت، وطغيان، وظلم، وقمع للشعب التونسي. إذن.. هناك في المغرب العربي في “تونس” بدأ “الربيع العربي”.. هذا الربيع الذي يدخل عامه الثالث، وقد أجريت فيه انتخابات فازت فيها “حركة النهضة الإسلامية” بقيادة “راشد الغنوشي” الذي كان منفياً خارج البلاد وداخل البلاد “حركته، وغيرها من الحركات الدينية” محظورة.. لكن بعد فوز “النهضة” لم تستقر البلاد، ولم تستطع النهضة أن تعيد الهدوء، وتعيد الأمن والاستقرار، وتدير تونس بنجاح، ومما حال بينها، وبين ذلك أنها لم تتوافق وبعض الحركات الإسلامية الأخرى التي مضت تعبث، وتمارس الحكم خارج إطار القانون والنظام، ليجد الشعب التونسي وأحزابه الوطنية والقومية والتقدمية يقع تحت طائلة حكم أقسى وأمر، وأن كل ما كان يتمناه ويأمله من وراء ثورته ضاع واندثر، تحت وطأة الأحزاب والقوى الدينية التي ركبت موجة الثورة لتجعل من نفسها “الحاكم بأمر الله” أو “ظل الله في الأرض” إلى حد أنها حتى الآن لم تنجز كتابة الدستور الجديد.. دستور الثورة رغم أن الجمعية الوطنية التأسيسية لصياغة الدستور قد انتخبت منذ فترة ولم تستطع تحقيق الأمن والاستقرار والسلام، والهدوء في البلاد.. الأمر الذي أعاد الشعب التونسي إلى الشارع بين الحين والآخر بسبب غياب الدولة والقانون أمام جماعات أشاعت الخوف والرعب في أوساط التونسيين بسبب ممارساتها المتطرفة والإرهابية، ودون أن يكون لها أي صفة قانونية !! لكن في ال«6» من شهرنا هذا كانت الشرارة التي أشعلت تونس عاصمة ومدناً أخرى من جديد إثر اغتيال القيادي المعارض “شكري بلعيد” أحد قيادات الجبهة الشعبية، وهي تحالف كبير من عدة أحزاب وطنية وقومية وتقدمية... حيث اجتاحت تونس العاصمة، والعديد من المدن المظاهرات الحاشدة الاحتجاجية المنددة باغتيال السياسي “شكري بالعيد” القيادي في جبهة المعارضة الشعبية”. الآن المواجهات في تونس صارت بين الشعب وحركة النهضة الحاكمة المتهمة بتدبير اغتيال القيادات التونسية المعارضة.. وهي قد بدأت باغتيال القيادي البارز في ائتلاف الجبهة الشعبية التونسية، وصار الشعب التونسي يطالب برحيل “النهضة” من الحكم، ومرشدها “الغنوشي” وتسليم الحكم لحكومة تكنوقراطية غير حزبية تعيد ترتيب أوضاع تونس ونظام تونس من أجل الشعب التونسي.. الشعب التونسي يواصل، وسيواصل ثورته التي اعتقلت من “حركة النهضة” لتعيد الممارسات وأساليب الحكم الذي ثار الشعب التونسي ليتخلص منها.. فالثورة التونسية اليوم على حكم “النهضة” !! رابط المقال على الفيس بوك