الأرض لازمة الحياة وحاضنة الوجود.. للكائنات التي نعرفها إنساناً وحيواناً ونباتاً وما هو أخفى وأكثر، وعندما تترافق الأرض مع السديم فإننا نقترب من مفهوم «الحياة/ الموت.. الظاهر/ المستتر.. المرئي/اللامرئي». ونعود مجدداً إلى مركزية الخفاء والأخفى.. المستور والأكثر سرائرية..الحاضر والغائب، وما يعانق دهر الدهور متجاوزاً دهر الحدث، ودهر التحول، ومفهومات الحياة الأرضية، فإذا بالزمكانية مفهوم أرضي لنقد الإبداع. يضعنا مروان الغفوري منذ العنوان الدال «كود بلو» في هذه التداعيات السابقة على القراءة، وكأنه يراهن على الصمت، استدعاءً لرجع صدى الصوت، وهكذا يبدو العمل استغواراً في مكان كاللامكان، وزمانٍ ينزاح إلى برازخ الموت وعجائبه السرِّية، وأحوال تترجم معقول اللامعقول في زمن البشرية المُلتهب بالغرائب التراجيدية اللذيذة، حد التطيُّر الجنسي المُوشَّى برائحة ولزوجة الموت الفيزيائي!. لنحلق معاً في فضاء النص الروائي المسطور في ما يقارب ثمانين صفحة، والذي يدور في زمن أرضي لا يتجاوز يوماً وليلة واحدة، بما يذكرني بذلك الخيار الماركيزي العصيِّ، يوم أن قرر الكولومبي الاستثناء «جابرييل جارسيا ماركيز» كتابة رواية تدور أحداثها في يوم واحد، وكانت واحدة من أكثر أعماله صعوبة من حيث البناء والتكنيك والإشارات. كتب ماركيز «قصة موت معلن» مُعيداً للأذهان ما حدث للعاشق «سنتياغو نصار»، وكيف تم قتله في رابعةٍ من نهار غامض، ومع سبق الإشهار، والإشعار لجميع من في البلدة، أملاً في أن يتدخل أحد ما، لمنع الموت المُعلن جهاراً نهاراً قبل أن يقع !! وفيها توقف ماركيز أمام جنون الأيام، واستغور في استنطاق غرائبية الحدث وغيبوبة الشهود من الشرطة إلى المواطنين، وحتى القتلة الذين اعتلوا بمقام الضحية، ليكون بطلاً في موته العدمي الذي طفا مع خلطة براز سالت من أمعائه بعد أن طُعن بسكاكين صدئة من مطابخ العجائز! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك