-يصعب على المرء أن يسترسل فيما يعانيه المزارعون في حقولهم ومعايينهم الزراعية في هذا الحيز المحدود لكن دعونا نتحدث بهدوء بصراحة مطلقة –ونتساءل هل يحتاج المزارع أن يكابد أصنافاً من المعاناة والضيم لاحصر لها والركض وراء سراب الوعود الكاذبة والضحك على الذقون وبكرة قفا بعده ومكانك سر وتطلع لنا الحكومة والمسؤولين عن أحوال الزراعة والجهات المانحة بسيل من ورش العمل والندوات والدورات لإصلاح منظومة العمل الزراعي لكن فص ملح وذاب وكأنك يابوزيد ماغزيت //وان تنادي أنت تتعب //ولاحول ولاقوة الابالله –منذ أعوام عديدة ونكبة المزارعين تتوالى ومشاكل الأرض في اتساع وتمدد في ظل جفاف خطير تعيشه عدد من المناطق ولاسيما حضرموت تنذر بكارثة بيئية ونضوب في عدد من المعايين لنجد أنفسنا في يوم ما نبحث عن الماء فلن نجده بعد أن يصبح غورا فمن يأتينا بماء معين انه ربي جل في علاه ..ومن منا ينكر الدور الريادي في مجال التنمية الزراعية الذي عرفت به حضرموت كون وادي حضرموت وروافده الرئيسية من أقدم المناطق الزراعية في الجزيرة العربية حيث عثر على آثار ممارسات ري قديمة تعود إلى العصر الحجري –إلى جانب ذلك التربة الخصبة والتي تسود معظم مساحات اليمن وتعكس تحسنا في قطاع التربة –كل هذه الامتيازات لم تشفع البتة في أن يعيش المزارع في وئام مع أرضه ونباتها الطيب الحسن فقد ظهرت في الآونة الأخيرة وتحديدا مطلع الألفية الثانية وبداية التسعينيات حيث شعر المزارع بشيء من التخوف تجاه عمله وقلة الإنتاج بسبب الجفاف وندرة الأمطار ونضوب آبار المياه الجوفية وتسارعت جهات عدة وجمعيات زراعية متعددة للوقوف أمام معضلة الجفاف الذي جعل كثيراً من النخيل والمزروعات والأراضي في تصحر وبذلت الجهود والأموال لكن ظل المزارع يشكو ويتألم حتى حدا بالبعض هجر أراضيه الزراعية والبحث عن أعمال ومهن أخرى عجبي.. -كما أسلفنا نظمت الدورات وورش العمل لانتشال واقع العمل الزراعي وتحسين جودة الإنتاج ومعيشة الفلاح لكن معالجة لم ترتق إلى الطموح بحق وحقيقة ونحن بدورنا والكثير يتساءل مافائدة ندوة أو ورش عمل يجلب لها الخبراء ويصرف لها الأموال ولاتطبق توصياتها وتظل حبيسة الأدراج ناهيك عن المبالغ الطائلة التي تصرف ..قبل أيام قلائل قرأت مناشدة عن تصحر وجفاف الحوم بغيل باوزير محافظة حضرموت بعد أن كانت هذه البحيرات المائية مصادر لري الزراعة أما اليوم نبكي على الأطلال ولانحرك ساكنا –من يصدق مدينة كالغيل أصابها الجفاف في مقتل ونخر في جسدها الهزيل وجعل نخيلها الباسقات خاوية على عروشها ..متى ننهض بأوضاع المنظومة الزراعية في بلادنا لتكون سلة غذاء نؤمن فيها حياتنا عند الكوارث والمجاعات ونقف بجدية ومحاسبة من يعبث بأراضينا الزراعية على حساب منتوجات أخرى كالقات أو الصرف العشوائي المزدوج من قبل العقار في مواقع ومساحات زراعية مما يسهم في خلق صدامات وتنازع بين المواطنين والمزارعين –نأمل عودة الحياة لأراضينا الزراعية وحل كافة المثالب اللصيقة المتعلقة بها .قبل أيام قلائل دعا المدير العام لمديرية الغيل احمد عوض بن همام الجهات المختصة في الزراعة والمياه إلى النزول الميداني لتفقد الواقع الزراعي في المديرية بعد وصول المنظومة الزراعية وأوضاع المزارعين إلى معاناة حقيقية يتجرعها يوميا المزارعون نتيجة الانخفاض السريع والمخيف في منابع ومياه الحوم والمعايين الزراعية .نأمل التحرك السريع قبل تفاقم المشكلة وصعوبة حلها ومطلوب الجدية وتحمل المسؤولية في ايحاد الحلول والمعالجات لأن ثمة ما يقلق المجتمع من موجة الجفاف في كثير من اراضينا الزراعية التي جعلت كثير من الاسر المعتمدة دخلها على الزراعة في حالة عوز وفاقة نتيجة فقدانهم أراضيهم والبحث عن عمل آخر وفعلا انه الرعب القادم والحرب القادمة حرب مياه وسترك يارب .. رابط المقال على الفيس بوك