المواطن في الدول الأوروبية لم تعد تشغل باله مشاكل الحياة اليومية مثلما هو حاصل عندنا , لذا يُمتّع نفسه ويسليها بابتداع مهرجانات شبه يومية على مدار العام، مهرجان للزهور وآخر للطماطم وثالث للزيتون ورابع للمانجو وخامس للضحك وسادس وسابع وثامن وهلم جرا, المهم أنه يزيل الهموم ومشاغل الحياة عن قلبه بعد أن تذللت مصاعب الحياة أمامه لأن هنالك حكومة تعمل من أجل راحته وتعمل له ألف حساب لأنه بمجرد إخلالها بأي بند من بنود العقد الذي بموجبه منحها ثقته وأعطاها صوته فإنه سيطيح بها عند أقرب استحقاق انتخابي دون أن يأسف عليها ولتذهب مع الجن , فلابد لها أن تنفذ ما وعدت به من رفاهية وضمان صحي وتعليمي واجتماعي واستقرار معيشي , فلم يتبق أمامه ما يكدر عيشته ويشغل باله, من هنا أصبح يبحث عن ما يدخل البهجة والفرح إلى قلبه .. •المواطن عندنا أيضاً يُعايش المهرجانات طوال العام ولكنه مهرجان واحد مكرر كل يوم , وهو مهرجان الجري وراء لقمة العيش الكريمة , ويبدأ هذا المهرجان من الصباح الباكر بالنكد بتوفير مستلزمات الأسرة الضرورية ولاتنتهي طبعاً عند فواتير الماء والكهرباء والهاتف, لأن هنالك متطلبات آخرى مطلوب توفيرها وهكذا متواليات من هموم الحياة تلف المواطن وتحشره في ركن ضيق لينتف شعر رأسه وإذا صلّع ينتف شواربه, فهو دوماً مكدود ومنكد الحال عابس الوجه جراء ما يحمله من هموم ومعاناة الجري وراء لقمة عيش يسد بها أفواه أطفاله , لذا يحق لنا أن نسمي ما يعايشه المواطن في هذا البلد من هموم يومية مهرجان النكد اليومي, فلا حكومة ترحمه وتعمل جاهدة لإسعادة ولا هي خففت عنه لهيب الغلاء وغول الأسعار, لكنها بدلاً عن ذلك تزيد من معاناته وتطارده بفواتير آخر كل شهر أرقامها خيالية أعلى ما تكون مقارنه بالفواتير في الدول المجاورة وبخدمات رديئة أيضاً , حكومة لا يحصل منها المواطن على حقوقه وتطالبه هي بحقوقها كاملة, فمن أين سيأتي الفرح إذا كانت أبوابه موصدة في وجهه وأبواب الغم والحزن مشرعة أينما يمم شطر وجهه .؟!, لا شك أن المواطن سيبدأ يومه قائلاً صباح الخير أيها الحزن, ليتعايش مجدداً مع مهرجانه اليومي .. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك