تبقى آمامنا أقل من عشرة أيام , لبدء انطلاق أعمال مؤتمر الحوار الوطني , هو الحدث الأبرز في مسار العملية السياسية والمرحلة الانتقالية التي تعيشها بلادنا , والمشهد الاكثر تأكيداً على حقيقة التغيير السلمي والتحول السياسيى في نظام الحكم الحديث منذ اكثر من ثلاثة عقود ماضية. وفي غمرة الاحداث والتحركات السياسية والجهود المبذولة من كافة اطراف المعادلة في الساحة اليمنية , يظل السؤال : هل سيتمكن مؤتمر الحوار الوطني من التغلب على جميع الصعوبات والتحديات والعراقيل التي تواجهنا وتعترض طريقنا في العبور الى المستقبل الأفضل والحياة الأجمل بالعيش الرغيد والحرية والكرامة والتقدم والازدهار ؟ يظل هذا السؤال هو اكثر الأشياء حضوراً في عقول وأذهان الغالبية العظمى من أبناء هذا الوطن في الداخل والخارج. ومن المؤكد أن هناك الكثير من الأسباب والمبررات التي تفرض حضورهذا السؤال وتجعله ملحاً على الواقع السياسي الراهن , فيما تتضاءل فرص الحصول على الاجابة عليه , لاسيما في ظل تصاعد الاحداث وتزايد حدة الاحتقان بين مكونات المشهد السياسي , اضافة الى وجود مؤشرات بتدخل اطراف اقليمية تعمل على شحن الموقف وتأزيم الاوضاع , وتسعى الى تعزيز حالة الانقسام بين ابناء المجتمع اليمني الواحد , بهدف إيجاد نفوذ لها لتعزيز حضورها بالمنطقة . لكنني ومن وجهت نظري الشخصية , أعتقد أن الحكمة اليمنية التي وصفنا بها عبر التأريخ , في حال أشرقت وتجلت بأفضل صورها , على كافة الاطراف والمكونات والقوى المعنية بالحوار , فإننا بعون الله وقوته سنكون قادرين على تجاوز كافة التحديات والعراقيل والصعوبات التي تعترضنا , وسنتمكن من ايجاد حلول ومعالجات شافية لجميع الأزمات والمشاكل والقضايا العالقة على الساحة الوطنية . مما لاشك فيه ان إخلاص النوايا في الولاء للوطن , والارادة الحقيقية في الانتماء الوطني , إذا ما توفرت لدى جميع الاطراف بقدرها الكافي والصحيح , فإن ذلك سيكون بداية الطريق أمام القوى السياسية , للانتصار لكافة القضايا الوطنية , وسيفسح المجال امامنا لآفاق عديدة في الأمل والتطلع , والبحث في سبل جديدة للتعايش والإخاء والمحبة بين جميع أبناء اليمن في جنوبه وشماله وشرقه وغربه . وهنا لابد من الإشارة الى الجهود الكثيرة والكبيرة التي تبذل من كافة القوى السياسية ومن اللجنة الفنية للحوار الوطني ومن حكومة الوفاق في سبيل إنجاح العملية السياسية والوصول الى الحوار الوطني الشامل , وهي جهود ثمينة ونتمنى أن تثمر وتكلل بالنجاح , وتساعد على التخفيف من حدة التصعيد والاحتقان الموجودة على الساحة . كما أنه لابد من الإشارة الى الجهود العظيمة التي قام بها رئيس الجمهورية خلال زيارته لعدد من المحافظات الجنوبية , وقد اسفرت هذه الجهود الطيبة في تقريب وجهات النظر بين القيادة السياسية والكثير من فصائل الحراك الجنوبي , كما أنها أسهمت في تقريب وجهات النظر بين عدد كبير من فصائل الحراك والقيادات الجنوبية , ليمهد ذلك الى تشكيل موقف ايجابي موحد من الحوار الوطني لدي معظم قيادات وفصائل الحراك , ونتمنى أن يكون ذلك مقدمة حقيقية لمشاركة الحراك الجنوبي بكل قياداته وفصائلة في أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل يوم الاثنين 18 /3 / 2013م , الحوار الذي ننتظره بفارغ الصبر وندعو الله أن يوفق كافة المتحاورين الى ما فيه خير وصلاح ونجاح وفلاح وتقدم هذا البلد وشعبه العظيم . رابط المقال على الفيس بوك