تابع اليمانيون ومعهم كل الأشقاء والأصدقاء فعاليات افتتاح المؤتمر الوطني للحوار وجلساته المتعاقبة بكثير من الاهتمام. ولأن الجميع يدرك بأن الحوار مطلب أساسي وملح لحل مجمل القضايا والمشاكل العالقة في بلادنا فإن النظر لفعاليات المؤتمر جاءة عبر عيون متفائلة بغض النظر عن موقف البعض من هذه الشخصية أو تلك داخل أروقة المؤتمر ممن ينظر إليها بشيء من التحفظ لكن حسب رأي نائب رئيس المؤتمر الوطني للحوار الدكتور عبدالكريم الإرياني فإن ضمائر المتحاورين تظل الأساس في كل ما سيوضع على بساط البحث والنقاش فأعضاء المؤتمر بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم السياسية هم اليوم أمام منعطف تاريخي كبير ومحطة فاصلة في حياة الأمة وعليهم أن يتركوا الانتماءات السياسية والقبلية والمناطقية جانباً وأن يحكموا ضمائرهم أولاً وأخيراً كي تكون المصلحة العليا للوطن فوق كل الحسابات والمصالح ومادام المؤتمر قد جمع تحت سقفه وقبته كل الأطياف السياسية فإننا نثق بأن المتحاورين سيؤثرون مصلحة الوطن على كل المصالح الضيقة وبأنهم لن يضيقوا ذرعاً بانتقادات ومقترحات من يمثلونهم في هذه المرحلة الفاصلة، وليتوقعوا الكثير من النقد والتصويب لكل خطواتهم المقبلة، لكننا على ثقة كبيرة في الوقت ذاته بأن النقد الصائب والمسئول سيصحح الكثير من الأخطاء والاختلالات التي قد ترافق الجلسات المتعددة والتي من المقرر أن تستمر على مدى ستة أشهر وعموماً دعونا نشر إلى أن أهم ما يثلج الصدر هنا هو أن المؤتمر قد وضع القضية الجنوبية في قمة وصدارة اهتماماته وهي ولاشك تأتي على رأس الأولويات التي ينبغي أن يبذل من أجلها الوقت والجهد معاً باعتبارها من أهم القضايا الشائكة والعالقة فما تعرض له أبناء المحافظات والمحافظة الجنوبية أكبر من أن يتحمله أو يقبله أي إنسان عاقل وعموماً لابد من التنويه هنا إلى أن القضية الجنوبية لا يمكن الاعتماد على حلها بالاتكاء على الدعم الاقليمي والدولي فقط بل الاعتماد على الحجة والبينة ونقاء الحوار ومصداقيته مع أرباب الشأن ولا بد لنا في الوقت ذاته من التذكير بأن الخلافات والنزاعات السياسية وحتى الحروب الطاحنة بين كثير من الدول لا يمكن لها أن تتوقف أو تختفي إلا عبر الحوار ونحن في وطن الحكمة والإيمان ندرك جيداً بأن الحوار هو البديل للغة الدبابة والمدفع ولعلعة الرصاص ولهذا كله فإننا نعلق آمالاً كبيرة على مؤتمر الحوار باعتباره البوابة الوحيدة التي توصلنا جميعاً إلى الدولة المدنية الحديثة وإلى المستقبل الزاهر الذي ننشده جميعاً وأياً كانت الاختلافات في الرؤى والأفكار بين المتحاورين فإن الحل في كل الأوقات سيكون عبر الحوار لا سواه، إذا لنتفاءل جميعاً بكل الضمائر الحية التي سنعبر من خلالها إلى شواطئ الأمان وعبر المعالجات الناجعة لكل المشاكل والأزمات الاقتصادية والسياسية وحتى الاجتماعية التي مازالت عالقة حتى الآن، وفي هذا الاتجاه تنوعت الآراء حول المؤتمر وفعالياته ومع كل ذلك التنوع والتباين يظل الحوار هو الوسيلة الانجع لإقناع المتحاورين داخل المؤتمر وخارجه وكان الله في عون الجميع. رابط المقال على الفيس بوك