قبل الحديث عن أي شيء وعن أي أمر من الأمور العامة أحب أن أبارك انطلاقة مؤتمر الحوار الوطني الذي يعلق عليه الشعب اليمني بكل قواه وفئاته كل الآمال بأن يكون فيه وبه المخرج والفرج لكل المعاناة التي تجرعها طوال تاريخه القديم والحديث وأن ينبثق عنه ومنه الدستور الجديد الذي سيمثل عقدا ووثيقة يلتزم بها كل فرقاء العمل السياسي في الساحة اليمنية ، بحيث تتحقق من خلاله المواطنة المتساوية والحكم الرشيد .. ونأمل كثيرا أن لا تكون المعايير التي اتبعت في تحديد نسب التمثيل في المؤتمر قاعدة عامة ومقياسا عاما للتعامل بها مستقبلا في مسيرتنا الديمقراطية والبرلمانية ومجالس الحكم المحلي ، أي لا تصير نسبة أل 50 % لأبناء الجنوب مساوية لنسبة التمثيل لأبناء الشمال ، كما حدث في تشكيلة قوام مؤتمر الحوار الوطني ، فبذلك سيكون حظ الجنوبي يساوي حظ اثنين شماليين. وأعتقد أو أظن وبعض الظن ليس إثما أن الدافع والحافز هو أن بعض الإخوة الجنوبيين وبدفع بعض الأحزاب والقوى السياسية هناك من فقدت بالوحدة امتيازاتها ومصالحها ، صاحوا وصرخوا كثيرا وذهبوا شرقا وغربا وتوزعوا في كل بقعة وصقع داخليا وخارجيا يملون مطالبهم وشروطهم وضاغطين ومهددين بالانفصال وغيره ليكسبوا ميزة خاصة لهم ليكون حظهم ضعف حظ الشماليين الذين يمثلون أربعة أضعافهم .. وذلك مؤشر خطير لا ينبئ بخير أبدا ، ولا ينبئ بقدوم دولة مدنية تتحقق فيها المساواة والعدل ، ومع ذلك لنكون حسني الظن ونقول ربما أن ظروف المرحلة فرضت ذلك الإجراء ، لجر دعاة الانفصال وغيرهم في المحافظات الجنوبية إلى مربع الوحدة وليدخلوا فيما دخل فيه الآخرون ، وقولي هذا لا يعني أني لا أتعاطف مع مطالب وقضايا الإخوة في جنوب الوطن ، فالعكس هو الصحيح ، فهم ظلموا ظلما كبيرا منذ الوجود الاستعماري وبعد الاستقلال وحتى الآن ، وظلموا أكثر قبل الوحدة وبعدها وبالذات عقب حرب صيف 1994م .. إلا أن ذلك الظلم الغاشم لم يكن بسبب الوحدة كما يصوره الانفصاليون بل هو نتيجة أخطاء نظام فاسد منتصر يتحمل جزء منه من أعلنوا الانفصال وسعوا إليه مما أتاح لميليشيات حزب الإصلاح وعناصره وجماعة القاعدة ومشايخ القبائل والفتوى الذين أفتوا حينها بكفر كل الجنوبيين واستباحة دمائهم وأعراضهم أيضا ، كما أن علي عبد الله صالح لم يستطع أو لم يحب الاقتداء برسول الله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام الذي خاطب أهل مكة بعد الفتح العظيم بقوله: اذهبوا فأنتم الطلقاء .. بل أطلق لقوى الشر أن تعوث وتلوث وتتفود وتنهب المال والعقارات وغيرها ويشرد الآلاف من المواطنين من وظائفهم ومصادر رزقهم ، الأمر الذي أتاح للقوى السياسية التي تعرضت للهزيمة أن تؤجج الموقف وتشعل نار فتنة الانفصال ملصقين كل الأخطاء بوحدة البلاد لا بأنفسهم وبمن ساعدته الظروف لينتصر عليهم بسبب غبائهم وأطماعهم وتطلعاتهم للسلطة .. ولذلك نأمل من أطراف القوى السياسية التي تشارك في مؤتمر الحوار أن تغلب جميعها المصلحة الوطنية العليا للبلاد وأن يكونوا عند مستوى المسئولية و يخلعوا الأردية والولاءات الضيقة ليخرجوا جميعا وينطلقوا نحو آفاق رحبة ونحو الدولة المدنية المنشودة التي تتحقق فيها كل الطموحات الوطنية والإنسانية ، بحيث لا يكون هناك لا غالب ولا مغلوب ، بل يكون هناك وطن يتسع للجميع فيه المواطنة المتساوية لا شمال ولا جنوب ولا نقطة من أعلى ولا نقطة من أسفل .. مرة أخرى ندعو الله تعالى أن يبارك المؤتمر ويلهم كل المشاركين فيه التوفيق السداد ، وأقول لمن قاطعوا المؤتمر من وجاهات ومشايخ القبائل والفتوى ومن يدور في فلكهم : جزاكم الله خيرا عما فعلتموه أو تفعلونه ، فربما أراد الله أن يجنب المؤتمر أذاكم وألاعيبكم ، وهذه نعمة من الله نحمده عليه حمدا لا نهاية له ولا انقطاع فهو لطيف بعباده وما أراد الله كان أو سيكون .. المصدر المسئول صارت تصريحاته ممجوجة !! لله در حكومة الوفاق فهي تعتقد أن جل مهامها فقط أن تصدر التصريحات لتقول لنا أن محطة مأرب الكهربائية الغازية خرجت عن الخدمة وأن المتسببين هم فلان وعلان من منطقة مأرب أو الجوف ، وهي بذلك تعتقد أو تظن أن دورها انتهى وأن علينا نحن المواطنون أن نهب ونحزم ونشد رحالنا لنقوم بمطاردة الجناة وحماية خطوط وأعمدة الكهرباء التي تتعرض منذ أكثر من عامين للتخريب والدمار ، مع أن البلاد فيها دولة وحكومة يطلق عليها حكومة الوفاق ، ولا ندري مدى فهمها للوفاق ؟ فهي بدلا من أن تجسد الوفاق في أدائها ونشاطها نجد أن وفاقها يتجسد في مهادنة المخربين والجناة الذين لا عمل لهم إلا قطع الطرق وتخريب أنابيب الغاز والنفط وخطوط الكهرباء.. فهي، أي حكومة الوفاق بتصريحات مصدرها المسئول تقول لنا نحن المواطنين كما قال بنو إسرائيل ل لأحد أنبيائهم ( إذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ) فهي أي الحكومة تقول لنا: إذهبوا فحاربوا المجرمين وقطاع الطرق والمخربين فإنا هاهنا قاعدون ، ولا ندري هل مسئولو حكومة الوفاق أغبياء أم يتغابون علينا ؟ لأن الوضع الصحيح يلزمها أن تسرع هي بكل قواها العسكرية والمدنية لقطع دابر المجرمين والضرب بيد من حديد عليهم ، بحكم أن إمكانياتها أكثر وأقوى من إمكانيات أولئك الشرذمة الخارجين على النظام والقانون .. بل كان من المفترض أن يتم ذلك عند أول بادرة إجرامية وأن تعمل على توزيع قواتها وإمكاناتها في كل المواقع التي يحدث فيها التخريب والتدمير للمنشآت العامة ، سواء في مأرب أو في غيرها بدلا من بقاء تلك القوات العسكرية في المدن وماحولها يتناكف بها قادتها ويتصارعون حول المصالح الذاتية والحزبية ، ولكن ماذا نقول عن حكومة شاب أغلب أعضائها وتعتقوا وانتهت صلاحيتهم منذ عقود مضت فأصبحوا يرضون لأنفسهم أن يسيروا من بعض المتنفذين أصحاب المصالح والغايات في أن يستمر الوطن عرضة لانعدام الأمن وللتخريب والمخربين .. وإلا فما معنى تكرار أحداث التخريب وانطلاق المخربين يمارسون أعمالهم الإجرامية دون خوف أو فزع ؟ فلا يعني هذا إلا أنهم غير آبهين لسلطة الحكومة أو أن لديهم الضوء الأخضر وكل الألوان ليعملوا ما يريدون وما يحلو لهم بكل الأمن والاطمئنان ، وإذا كنا خاطئين في تصورنا فلترينا حكومة الوفاق فعلها وحزمها هناك في مناطق التخريب والدمار ، وسنشهد لها حينها على أنفسها بالخطأ البين وسنصفق لها ليس بأيدينا بل وبكل أطرافنا ، المهم أن تتوقف عن تكرار معزوفة مصدرها المسئول ، فقد أصبحت ممجوجة جدا وبعيدة عن المصداقية والفعل الصحيح . رابط المقال على الفيس بوك