«العالم معنا فلا تخذلونا».. ربما لخصت هذه العبارة مضمون الكلمة الضافية التي ألقاها الأخ عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية أمام الجلسة الثامنة للحوار الوطني الشامل وهو يستعرض ملامح الدعم الذي لقيه اليمن من المحيط الاقليمي والمجتمع الدولي وذلك بهدف إخراجه من أسر تحديات الأزمة وانعكاساتها وطنياً وإقليمياً ودولياً. وثمة دلالات إضافية لتأكيدات رئيس الجمهورية في هذا المنحى من حيث أهمية استشعار المتحاورين لجسامة المسئولية الوطنية التي ينبغي أن يستحضروا فيها المعالجات والحلول الناجعة لها في إطار هذا المعترك الحضاري بروح المسؤولية الوطنية، خاصة أن الشعب اليمني في الداخل والخارج يرقب أداءهم بكل تفاؤل في قدرة هذه النخب على إخراج اليمن من هذه الدوامة التي يعيشها المجتمع بمعزل عن كل التجاذبات والسجالات القائمة على النزوع الذاتي والأناني الضيق ، بل لعل الأمر لا يقتصر على تطلع اليمنيين وحدهم فقط وإنما يشمل ذلك إلى ترقب الأسرة الأممية إلى أهمية إنجاز هذه التسوية التاريخية بالنظر إلى الإدراك العميق لمخاطر مآلات الفشل في إنجاز هذه التسوية، ليس على الداخل اليمني وإنما على أمن المنطقة والعالم ككل، وذلك تبعاً للموقع الاستراتيجي وتأثيراته على الممرات الملاحة الدولية. وعلى الرغم من التفاؤل المشوب بالحذر إزاء إنجاز التسوية التاريخية لحل الازمة اليمنية بالوسائل الحضارية، فإن ثمة انطباعات تقود إلى التطلع بأن أفق التسوية سيفضي إلى إنجاز مشروع الدولة التي تحافظ على الثوابت في إطار التعدد، باعتبار ذلك أحد أركان الحفاظ على أمن واستقرار اليمن والعالم على حد سواء، حيث تتجلى هذه الانطباعات من خلال إنطلاق فرق العمل داخل مؤتمر الحوار لمناقشة القضايا الرئيسة الهادفة إلى تأسيس هذه الدولة الحديثة والمتطورة وفي طليعة ذلك مناقشة القضية الجنوبية وصعدة وبناء الدولة اليمنية الحديثة والعدالة الانتقالية وهيكلة الجيش والأمن والحريات وحقوق الانسان وغيرها من التفاصيل ذات الصلة بقيام هذه الدولة التي تجسد – قبل كل شيئ – إرادة اليمنيين الذين خرجوا إلى الساحات طلباً لإحداث هذا التغيير. وعموماً، فإن إنجاز مخرجات هذا المشروع الحضاري رهناً بالتوافق بين النخب التي تقود الحوار الوطني والتي عليهم واجب تغليب مصالح الوطن العليا على ما عداها من مصالح شخصية أو حزبية أو جهوية ضيقة، حيث ينبغي ألا تنسى هذه النخب أن الشعب اليمني والعالم قاطبة يتطلعون إلى مخرجات سجالاتهم وبثقة كاملة على أنهم أهل لهذه المسئولية الوطنية والتاريخية بامتياز.. ولذلك لا تنسوا أن العالم معنا، فلا تخذلونا!. رابط المقال على الفيس بوك