في الثامن عشر من سبتمبر المقبل، يفترض أن تنتهي المرحلة الثانية والأخيرة من الحوار الوطني الشامل؛ تنفيذاً للبرنامج الزمني لمهمة التسوية السياسية.. وبالتالي فإن المهام المنتصبة أمام مؤتمر الحوار خلال الفترة المتبقية هي مهام ومسؤوليات عظيمة، وعلى قدر كبير من الأهمية التي يتحدد على ضوئها مصير ومستقبل الوطن. وإذا كان طبيعياً أن تكون ثمة عقبات وتحديات تجابه هذه العملية السياسية، فإنه من الطبيعي أيضاً أن يمتلك المتحاورون القدرة على تجاوز هذه الصعوبات، تماماً كما نجحوا في أداء مهامهم الوطنية خلال الفترة الأولى من الحوار الوطني وذلك بتغليب مصلحة الوطن وتناسي الخلافات والحسابات الحزبية والأنانية الضيقة، وتفعيل القواسم المشتركة بين مختلف المكونات السياسية. لكل ذلك، يعوّل اليمنيون كثيراً على النخب داخل مؤتمر الحوار، وبحيث تكون المرحلة الراهنة من الحوار متسمة بالجدية والمصداقية والشفافية والعمل الجمعي المخلص، من أجل اليمن وتحقيق تطلعات الداخل والخارج في إنجاز هذه التسوية وبحيث يبرهنوا على أن اليمن موطن للحكمة كما هو موئل للإيمان. ولا أعتقد – بأي حال من الأحوال – أن هذه النخب ستخيب ظن أبناء الشعب اليمني الذي يتطلع كثيراً إلى مخرجات الحوار بكل تفاؤل ويقين، خاصة وأن الجميع يدرك أن انسداد أفق الحل سيدفع بالتجربة والوطن إلى متاهات الاحتراب الأهلي الذي ستتطاير شظاياه في كل اتجاه .. وعلى العكس من ذلك، فإن التوصل إلى تسوية شاملة تساهم في صياغة مشروع الدولة اليمنية الحديثة القائمة على أسس العدل والحرية والمساواة والحكم الرشيد سوف يكون إيذاناً لمرحلة جديدة من انبلاج إشراقات الوطن اليمني الحديث، يستطيع فيه اليمن لملمة أحزانه وتجاوز عثرات وعراقيل الذهاب إلى المستقبل المبشر بكل الخير والنماء والاستقرار وتحت ظلال سيادة النظام والقانون. وإلى أن يحين أوان قطف ثمار هذه التجربة الرائدة وغير المسبوقة في إطار التسوية السياسية، فإنني أضم صوتي إلى تلك التي تحث أعضاء مؤتمر الحوار على بذل المزيد من الجهد والتفاني والتوافق من أجل مصلحة الوطن قبل أي شيء آخر، وبعيداً عن الارتهان إلى تلك الحسابات الضيقة التي ستفوت على الجميع فرصة التقاط اللحظة التاريخية التي لن تتكرر مطلقاً إذا ما أفلتت من بين أيدينا.. وعندها فإن التاريخ لن يرحم أحداً! رابط المقال على الفيس بوك