حمل شهر يونيو 2004 أسوأ مفاجأة في تاريخ اليمن المعاصر، ففيه اندلعت شرارة الحرب الأولى بين الجيش وجماعة الحوثيين، وأراد الرئيس صالح أن يقحم الجميع في حربه ضد الحوثيين في صعدة، وفي مقدمتهم حزب الإصلاح ورئيسه الشيخ الأحمر، واعتذرت كل الأطراف عن المشاركة في حرب، لا خاسر فيها غير الوطن والناس، ولأن الجميع يدرك أن هذه جماعة نشأت وترعرعت في كنف الرئيس السابق صالح، عليه تحمل وزره، ولا يصح أخلاقياً أن يذهب اليمنيون لقتال اليمنيين. توالت جولات الحروب وبدا يتكشف أن لإيران وليبيا دوراً في دعم الحوثيين، وكان حسين نجل الشيخ الأحمر كثير التردد على ليبيا، لأسباب قال إنها تجارية، وسوقها الرئيس صالح أنها “عمالة للقذافي”، العدو الأول للسعودية، وأن القذافي يدعم الحوثيين عن طريق حسين، من أجل زعزعة أمن الجنوب السعودي، وقد بدأ نشاط المخابرات السعودية استثنائياً حيال تحركات حسين الأحمر، وسر زياراته المتعددة لليبيا. ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في سبتمبر 2006، وتواتر التصريحات النارية للشيخ حميد الأحمر ضد الرئيس صالح ونظام حكمه، كانت علاقة الرئيس صالح بالشيخ تعيش أسوأ لحظاتها، ولأن الموقف كان حاسماً، ومخيفاً لصالح، فقد بدا كمن يتسول المواقف، إلى درجة أنه طلب من “حمير” نجل الشيخ الأحمر الذهاب إلى السعودية لإقناع والده بدعم ترشيح صالح للرئاسة، وبعد إلحاح طويل، قال الشيخ: “أؤيد ترشيح صالح رئيساً، وهذا رأيي الشخصي وغير ملزم لقبيلتي أو حزبي أو أبنائي”، وأضاف: أنه يوم الاقتراع سيكون عند طبيبه الخاص في الرياض، وأنه لن يرشح أحداً، في حين كان نجله رجل الأعمال حميد يقدم تبرعات مالية ضخمة لصالح مرشح المعارضة المهندس فيصل بن شملان، ويدلي بتصريحات نارية، جعلت اسم حميد كابوساً مرعباً في ذهنية الرئيس صالح، وانتظر الأخير لحظات لاصطياد أخطاء حميد، وكان له ما أراد عند التسجيل الصوتي لمكالمة حميد الرمضانية مع العميد علي الشاطر رئيس تحرير أسبوعية 26 سبتمبر الصادرة عن وزارة الدفاع، بعد نشر الصحيفة لقصيدة شتم وسب لحميد الأحمر، وحاول الرئيس نفخ القضية والمطالبة برفع الحصانة الدبلوماسية عن حميد تمهيداً لمحاكمته، ولم تكن المسألة أكثر من محاولة ابتزاز لإشفاء الغليل السياسي لصالح. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك