لم تكن يوما أخبار التاسعة مفرحة ومثار اهتمام وتفاؤل كما كان الحال في أخبار تاسعة يوم “الربوع” الذي اثبت مجددا أنه اليوم الأكثر تمردا في تاريخ السياسة اليمنية. وفي ظل الأجندة السياسية التي صارت قرينة بالملل والإحباط وصارت نهاياتها معروفة مثل بداياتها تماما. .عبر الرئيس هادي بأحلامنا إلى المستقبل .. بعد أن انتزع اليمن من أغلال الرق السياسي التي سادت لعقود. أذكر أني لم أقفز فرحا أمام شاشة التلفزيون- كما يفعل المشجع الرياضي – إلا مرتين فقط في حياتي .. الثانية عندما سجل الرئيس هادي هدفاً في مرمى شتات الجيش. لقد أعاد الرئيس هادي بناء العديد من الأركان المهدمة في نفوسنا التي فقدت الأمل بالانتصار على مراكز النفوذ التي انتزعت من قلوبنا أي بصيص للأمل عندما اتخذ قراره التاريخي بهدم أوكار تلك القوى التي تحولت إلى مقابر للنفوذ ... في قاعة مؤتمر الحوار كان المزاج العام للمؤتمرين مختلفا ..حالة من التفاؤل غير المعهود تسيطر على الأجواء .. وكلمات الشكر كانت سيدة الموقف ترددها الألسن التي لم تكن تثق بأي مسئول سياسي حتى أيام مضت..شاكر لك أيها الرئيس هادي نيابة عن أطفالي الذين كانوا يرتعدون خوفا قبل عامين وأوشك الأمل أن ينطفئ في عيونهم البريئة وهم يتدثرون بخوفهم كل ليلة تحت أصوات المدافع التي كانت تشق سماء العاصمة..كانت صنعاء قبل عامين مدينة تنام على أصوات المدافع ولا تستيقظ على أصوات العصافير التي غادرتها نحو الشمس ..! لقد استطاع الرئيس هادي الذي وجد نفسه فجأة في وكر الثعابين أن يهدم جدران الخوف ويحفر نافذة للضوء .. فكان القائد السياسي الذي لم يتغلب فقط على الأفاعي بقدر ماقام بسحقها. لم أشعر يوما بالامتنان لسياسي أو قائد يمني كما هو الحال مع الرئيس هادي .. ومن كان يشاهد فرقاء الجيش وهم يحفرون قبورهم ويتوسدون بنادقهم وينامون في الخنادق المتقابلة يدرك كم أن الرئيس هادي صنع معجزة سياسية في زمن غابت فيه المعجزات. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك