مازلت أتذكر في عام مضى حين كتبت : (هل يمكن للأمل أن يولد من رحم المعاناة أم أنه مجرد بصيص حلم يراود من تكتظ بهم الآلام والهموم؟! ما لمسته أثناء مشاهدتي لإحدى مشاهد مسلسل تعرضه إحدى القنوات المصرية والذي يتناول تفاصيل وأحداث الثورة المصرية والذي ما انتهى المشهد وتلاه فاصل إعلاني استفزني لأغير القناة إلى أخرى تعرض كلمة للرئيس المصري المنتخب د.محمد مرسي ولهجته أقرب إلى الإصابة الكاملة بالأمل المُفرط ، مشاهد تفيض بالأمل ما ان سمعتها حتى أقشعر بدني خاصة مع بعض الجمل التحفيزية للأمل والتسامح والتي أثلجت صدري (أنا اليمنية) فما بالك بالمصري ذاته ، وبات الأمل يَنصب صباً كلما لمستُ الفرح والتفاؤل في أي وجه مصري أصادفه )... تغير الموقف تماماً منذ عام والرؤية كذلك ، خصوصاً اليوم فالميدان ذاته الذي أسقط مبارك عاد للإمتلاء بأحلام الملايين لتُسقط مرسي ... (دنيا دوراه) ما يهمني الآن هي تلك الروح التي يصر الشعب المصري على بثها في روح الشعوب المتعبة وأولهم شعبنا ، ثمة روح تولد من جديداً لا اتفاق على اسم يصفها ولكنها تشبه جدا روح التعاضد والوطنية التي باتت مهتزة في الشعوب العربية .. مشهد توافد الجماهير للميدان وهتافاتهم وروح الحياة في اصواتهم تلد من جوفها وطناً آخر لا يشبه أوطاننا المتعبة ، من امثلة هتافاتهم : (ياإما تعيشي ياإحنا نموت)..يكفي هذا الشعار لإعادة لُحمة الوطنية لقلب مات ومازال على قيد الحياة .. الأمل مرجو لنا نحن اليمنيين في أن نحذو حذوهم ونسعد كسعادتهم ونتوّحد كوحدتهم وكذلك الحال لسوريا الصمود فمازال الأسد وزبانيته ينهشون جسدها الطاهر خوفاً من دماء لا تعرف الهزيمة ومع ذلك فالأمل باقي في أن تعمّد هذه الدماء دروباً للحرية فتنتزعها وتدق أجراس الفرح والحياة الآمنة لسوريا أرضاً وشعباً والأمل ليمننا كذلك ...