حسمت القرارات الرئاسية الأخيرة جدلا ظل يدور لفترة طويلة، وهو جدل في بعضه لا يحسب حساب التاريخ ومنطقه.. وفحواه سؤال: هل صدق التغيير أم لا ؟ تبدت بعد القرارات مرحلة جديدة في تاريخ اليمن، بنخبة جديدة بفكرها على عكس الماضي، وإذا ما كان العالم من حولنا يتغير فنحن كذلك بالتأكيد ومن يشكك فهو يشكك في نفسه أولا ! قبلها كان الجدل يدور حول الشخوص لا الفكرة حول من يدركهم التغيير كما تقول سنن الله في الكون.. وحين يئس المضادون للثورة من كبحها أحالوا لنا الصراع بين الشر نفسه لا بينه والخير. أخيرا ذهبَ علي محسن، وأحمد علي.. الأول ظل في المنصب أكثر من صالح نفسه وختمها بالانضمام بالثورة، والثاني ذهب باكرا وثمة نهاية أخرى يصبو لها مثل تلك التي تروج له على كرسي في جمعية خيرية..نعم ذهب علي محسن وأحمد علي ، فمثلما أسقطت الثورة الرأس... يتداعى الجسد بذاته دون جهد يذكر. يمكن لمن أكدوا دائما أن التغيير حق أن يفرحوا بمثل هكذا قرارات استعاد الناس بها الثقة في التغيير، وحققوا هدفا مهما سيترتب عليه تحقيق أهداف ثانية.. ولا أعتقد أن تلك الوجوه يمكن أن تعود بطريقة ما مهما حاولت وسيؤكد ذلك المستقبل. صاحب القرارات في هيكلة الجيش قرار بتحويل مقر الفرقة الأولى مدرع سابقا إلى حديقة للأطفال باسم 21 مارس، وبسرعة غريبة غير محسوبة أعلنت أمانة العاصمة بقيادة عبد القادر هلال إجراء مسابقة لتصميم الحديقة، ولا أدري ما الجدوى من بناء حديقة في مساحة واسعة كالتي تتواجد عليها الفرقة الآن؟ ربما تبعث صنعاء بمشاريعها الوهمية، ففيها حدائق لم تستغل بشكل صحيح، مثل حديقة الثورة مساحتها عريضة لكن ألعابها وخدماتها سيئة وقديمة، كما تمتلك بعض الأحياء حدائق صغيرة وأجدر بنا تحديث وتطوير ما لدينا .. صنعاء بالذات لا تحتاج إلى حديقة بل إلى مشاريع استثمارية تخرجها من شكلها الحالي، تقلب وجهها القبلي باتجاه الحداثة فهي واحدة من المدن اليمنية التي لا تملك أبراجا تتجاوز العشرة طوابق. بودي رؤية أبراج عالية تدير استثمارات كبيرة قادرة على خلق فرص عمل، ودعم الاقتصاد الذي يعاني من تدهور، لا يمكن أن نواصل محاباة أطراف على حساب الوطن والمواطن.. وهم ليسوا بحاجة لحديقة فالتاريخ كفيل بتسجيل كل إنجازات الأشخاص كما هي بدون أية حدائق، وبودي على الأقل التخلص من الطريقة القديمة في ارتجال المشاريع أو على الأقل نريد أن نقوم بدراسة جدوى لما يمكن أن تستغل بها المساحة التي ستبقى في الذاكرة بما لها وعليها. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك