تتعدد المقاربات والرؤى التنظيرية حول الأدب بخاصة والفن بعامة، ويتفق غالبية النقاد على تواشج الفنون المختلفة تحت مسميات متعددة منها التناص والتقاطع والتراسل والتواشج،وما إلى ذلك من مسميات . لكن هذه المسميات على أهميتها لا تعبر عن كل الحقيقة، بل عن بعض منها ، والشاهد أن تكامل الفنون ، ويندرج الأدب هنا كأصل من أصول الفنون .. الشاهد أن هذه التكاملية نابعة من قراءة أفقية ترى الأنواع الفنية بعدسات واسعة ، وتستقرئ الغنائية البصرية في اللوحة، والصورة الشعرية في الشعر، والسيناريو السينمائي في السرد ، وهكذا . لكن قراءة مجهرية ميكروسكوبية تضعنا في قلب المعادلة ، ذلك أن تواشج الفنون صادر من عمق الغيب، بل ومن غياب هذه الفنون بالصورة التي نعرفها ، ولكي نتبين ذلك سنلجأ إلى الحسين بن منصور الحلاج في مقاربته اللماحة حول النقطة والخط مقرراً أن النقطة أصل الخط، وأن الخط هو مآل النقطة ومصدرها ، وأن غياب أحدهما يعني غياب الآخر . استناداً إلى ذلك واعتماداً على فكرة النشوء والارتقاء سنرى أن هيئة الإنسان نبع لصوتياته الخارجة من هندسة تلك الهيئة المدوزنة بسفر الخلق الكبير ، وأن الحرف المكتوب ترجمان اعتيادي للدالة الصوتية في أفق توازنها ومداها المعلوم بالضرورة ، وبالتالي سنقرأ معنى التراسل والتواشج والتناص منذ تلك اللحظة ما قبل الجنينية. أي منذ لحظة الكتابة بوصفها معنى . وللحديث صلة . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك