ماذا قلت لي حتى لم تعد للأفراح قيمة في وطني تدفع بخضرة أشجارها للسماء .. ولمعة أحجارها للأرض الميقنة بالنصر ذات يومٍ على آلامها ..! . شيخٌ طاعنٌ في السنّ .. حين تلامس الأرض بقايا نعله المهترئ .. أنتصبُ واقفاً من أي موضعٍ كنتُ .. أقدّم له واجب التقدير والعرفان والامتنان لحكمة أودعها بقلبي ذات يوم .. فحفظتُ منها ماحفظني .. ونسيتُ وتناسيت منها ما أتعبني وأوجعني بوطني قبل ذاتي . قال لي ذات يوم : وطنكَ لك .. لا تأخذ منه إلا بقدر حاجتك لينمو فيك ولا يتجاوز انتظارك له .. قلتُ : وما يقيني في غيري حتى أرفعُ يدي عن الأخذ العام فيأخذ مثلي ؟ .. قال : كل يبدأ بنفسه .. ومضى . اليوم كلما نظرتُ لانكسار تراب وطني عن لمعة أحجاره .. وشرود سمائه عن خضرة أشجاره أتذكرّ شيخاً حصيفاً أثقلته الحياة وطناً من هموم .. وخففها عن كاهله حكمة وقناعة .. فياليت قومي يعلمون . karwaaan_333@hotmail رابط المقال على الفيس بوك