قبل نحو شهر عرضت في هذا الحيز لبعض انطباعات الصحفي التركي أرتو جول ، رئيس تحرير صحيفة « حريات » التركية الشهيرة الذي زار اليمن وقتها..وكلها انطباعات تعكس اهتمام الرأي العام العالمي تجاه القضية اليمنية , خاصة في هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها وتحديداً مع مراحل تنفيذ مضامين المبادرة الخليجية وآلياتها المزمنة فضلاً عن قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالأزمة والحل في اليمن .. وهاهي زيارة الصحفي الأمريكي الشهير توماس فريدمان على رأس فريق إعلامي إلى اليمن يعكس – هو الآخر - المزيد من هذا الاهتمام بمتابعة التطورات اليمنية . يمكن القول – بالإضافة إلى كل ذلك – إن زيارة هذه الشخصية الإعلامية الأمريكية إلى بلادنا تأتي تأكيداً على سلامة المنحى الإيجابي الذي يسير عليه الخط السياسي في إطار هذه التسوية التاريخية غير المسبوقة .. وهو أمر أكدت عليه هذه الشخصية الأمريكية وإشادتها بالتطورات الجارية على الساحة الوطنية , باعتبار أن اليمن قدم انموذجاً حضارياً يحتذى به على صعيد معالجة الأزمة اليمنية بالوسائل الحضارية التي مكنتها الإفلات من الغرق في دوامة الاحتراب الأهلي والصراع الدموي كما هو حال ثورات الربيع العربي في المنطقة . إن الإيجابية الإضافية لشهادة الإعلامي الأمريكي الكبير توماس فريدمان ,لا تكمن -فقط-من منطلق تأثيره على الرأي العام الأمريكي تحديداً وإنما تكمن أيضاً في استرشاد الإدارة الامريكية –بشكل عام –بآرائه وأفكاره وأخذها بعين الاعتبار عند اتخاذ القرارات ذات الصلة بالقضايا الدولية . لقد أحسن الصحفي الأمريكي فريدمان وهو يطلق على الرئيس عبد ربه منصور هادي صفة «مانديلا» اليمن تشبيهاً بالتسوية السلمية التي قادها المناضل نيلسون مانديلا رئيس دولة جنوب أفريقيا السابق بكل اقتدار وحكمة وحنكة ,إذ إن كلا الرجلين قادا تحولاً في إطار تجربة بلديهما –رغم اختلاف تجربة البلدين –في إيجاد التسوية السياسية وإنقاذ شعبيهما -في لحظات حرجة وحساسة- من الغرق في الاقتتال الأهلي المدمر واعتمادهما اسلوب الحوار ,كونه الوسيلة الأنجع لحل المشكلات المستعصية والتي آتت ثمارها يانعة في أن تتبوأ دولة جنوب أفريقيا موقعها الرائد على خارطة الدول الناهضة والتي نأمل –كيمنيين -أن يتاح للرئيس هادي ومعه كافة القوى السياسية على الساحة الوطنية استكمال إنجاز منظومة التسوية والحل النهائي والشامل للأزمة التي يعيشها الوطن راهناً وذلك –بالطبع- ليس بمستحيل. لست أريد من إيراد هذه الشهادات , غير التأكيد على اهتمام الآخرين ورعايتهم للتجربة اليمنية ،وذلك في إطار معطيات الحوار الوطني , على أن ذلك لن تستكمل ملامح اطاره النهائي ما لم تواصل القوى السياسية تمسكها بهذا الخيار الحضاري ومواصلة جهدها وبذل أقصى طاقتها لاستكمال إنجاز مراحل هذه التسوية , إذ إنه وبدون توافر الإرادة الوطنية لن تستقيم تطلعات وطموحات الآخرين في رهاناتهم على أحقية تبوؤ اليمن لهذا الاستحقاق الريادي في الانتقال السلمي للسلطة بأقل كلفة ممكنة..نتمنى ذلك ,ليس لأننا نريد أن نخيب آمال هؤلاء الآخرين ومنهم الصحفي الأمريكي توماس فريدمان ومن قبله الصحفي التركي اروتو غول فحسب , بل لأننا جديرون باجتياز هذا التحدي . رابط المقال على الفيس بوك