من يتذكر عارف القادري – لاعب الجمباز والمدرب يوم كان في صحة جيدة وينظر إليه اليوم بعد أن صار معاقاً يجد أن الفرق بين الماضي والحاضر من حياة عارف أنه لايزال هو ذلك الشاب الذي يحمل في قلبه طموحاً وآمالاً يسعى لتحقيقها ، فما تعرض له من إعاقة جسدية لم توقفه عند نقطة النهاية،بل استمر في السير في طريق تحقيق وجوده كإنسان يحمل فكراً ، ويتمتع بعقل ,فما سلب من حيوية الحركة والاستمرار في الجمباز كمدرب عوضه الله أن صار كياناً آخر ,يسعى لتطوير اللعبة ,وهو على كرسيه المتحرك يتنقل بين صنعاءوتعز ,ويدير لعبة الجمباز كرئيس لفرعها في المحافظة من أجل تحقيق حلمه في أن يكون للعبة الجمباز شأن كبير في اليمن ومنطلقها من تعز. عارف القادري بكرسيه المتحرك لم ينتظر أن يفكر الآخرون أو يخططوا له ,بل صار هو الذي يخطط ويفكر لنفسه وللعبته ,وتحول من لاعب إلى أب روحي للعبة.. فما يقدمه اليوم للعبة يمكن لو كان عارف في صحة جيدة لكان عطاؤه قل أو كثر, لكن الإعاقة التي تعرض لها منذ سنوات وأقعدته لم تثنه عن المواصلة ، ولم يستسلم للواقع ,ولم يقف متفرجاً لمن سيكون له سند في حياته الجديدة.. بل استمر وسار في طريق قل أن تجد معاق الجسد في اليمن يفكر بمثل ما يفكر به عارف القادري..فلم يجعل الكرسي عائقاً أمام تحيق أفكاره وطموحاته ولم يتوقف عند لحظات اليأس التي يصاب بها كثير ممن يتعرضون للإعاقة. هاهو اليوم يواصل سيره بكل قوة ويبذل الجهد والوقت من أجل تحقيق حلمه الذي كان كلاعب وكمدرب في أن تكون له ولزملائه وممارسي اللعبة مكان «صالة بمواصفات دولية» يواصلون تحقيق حلمهم ويحصدون النتائج لليمن من خلال المشاركات الخارجية..عارف تمكن بحماسه وبطريقته من إقناع الوزير معمر الإرياني أن يوجه باعتماد صالة رياضية للجمباز في تعز من موازنة الوزارة للعام 2014م وهي خطوة كبيرة تحسب لعارف ويشكر عليها كل من تعاون معه في بدء تحقيق حلم الجمبازيين في تعز. عارف القادري تواجد في المؤتمر الرياضي الأول الذي كان في تعز وقدم ورقة كانت كثير ممتازة وطرح مشاكل ومقترحات لتطوير الرياضة اليمنية وتم نشر تلك الأفكار والمقترحات يومها في «الجمهورية».. كرم شخصيات باسم الرياضيين يومها .. عارف لم تجعله الإعاقة يجلس بين زوايا منزله وينتظر دعم الجهات التي تستغل المعاقين اليوم ولا تعطي لهم إلا الفتات،بل خرج إلى النور وقال للحياة لن أتوقف مادام في جسدي حياة ومادام العمر مستمداً من الله وهو المعين على كل الصعاب ، فمن يراه اليوم يعرف أن عارف ليس معاق الفكر إن كان معاق الجسد،لكنه يحمل رؤىً وأفكاراً قد تفوق أكثر واحد فينا نحن الأسوياء في الحركة ولكن قد نكون مصابين بإعاقة الفكر أو محاولة التفكير في أبسط شؤون حياتنا ليثبت عارف في النهاية أن الإنسان مهما تعرض لمشاكل في حياته فإن عقله يبقى هو المحرك له ,وهو مصدر تطوير ذاته وملهمه أن يكون إنسان له شأن في الحياة. عمق الهامش: ·عارف القادري لا يفكر بالطريق المستوي الذي سيوصله إلى المسؤول أو سيدخله وزارة أو يوصله لشخصية بقدر مايفكر أن يقنع الآخرين بفكرته ورؤيته فيما يحقق له هدفه ويحقق من خلالها أهداف الجمبازيين في تعز . ·عارف القادري يقدم نموذجاً متميزاً للمعاقين في تعزواليمن عامة أنه لا حواجز أمام المعاق مادام عقله يفكر وقلبه ينبض..فهل يعرف ذلك من يتاجرون بآلام ومشاكل المعاقين..؟ ·عارف القادري كان قدره أن يصاب في لحظة حماس يريد يعلم الآخرين أصول وفنون اللعبة لكن قدره الذي لم يكن يعلم به جعله يعيش الحياة كما نراه اليوم ويترك ممارسة اللعبة لكنه وهو يسعى لتحقيق أهدافه وطموحاته فإنه يمارسها بطريقته الخاصة..فله كل التوفيق والنجاح إن شاء الله. مدرب مهارات إعلامية رابط المقال على الفيس بوك