يا أبناء وطني.. رجالاً، ونساءً، شباباً، وفتيات، اعلموا أن الوطن اليمني أمناً، واستقراراً، واستقامة، وصلاحاً، وعدلاً، وصحة، و...و.. إلخ مما هو في هذا الإطار.. إنما هو بكم أنتم.. يصلح بصلاحكم، ويصح بصحتكم، ويستقم باستقامتكم، ويأمن، ويستقر باستواء سلوككم.. فاستيقظوا سواء كنتم حزبيين، أو مستقلين.. فيجب أن يكون انتماؤكم الأكبر هو للوطن.. فالوطن ملكنا جميعاً، وعليه يجب أن نتحرر من التطرف، والتعصب بكل أشكاله وأنواعه السياسية، الاجتماعية، الدينية، أو أي نوع آخر.. فكلها قاتلة وهي صفات ذميمة تؤدي إلى الفرقة، والتمزق، وتقدم المصالح الشخصية أو الحزبية على المصالح العامة، الوطنية، واعلموا أن التعصب، والتطرف جهالة، وجاهلية جهلاء.. فالصفتان منبوذة دينياً “ليس منا من دعا إلى عصبية” وهي مذمومة في كل الأفكار والفلسفات الإنسانية لما لها من نتائج تخريبية، وتدميرية للأوطان، والمجتمعات.. فلنكن كما نشاء حزبياً.. لكن يجب أن نعي ونعقل أن يكون تحزبنا من أجل الوطن، ولا نرى أن الوطن للأحزاب، ومن السمو والرقي ألا نرى أننا وحزبنا وحدنا نملك الحقيقة كاملة، وأننا على الصواب وحدنا، وأن غيرنا على الباطل، والخطأ.. من المهم جداً ألا نكون كالنعاج، أو كالآلات، نستمع، ونعبأ، ثم نوجه، ونؤمر، وننفذ، دون تفكير فيما يطرح علينا، ويطلب منا، ونعمل عقولنا لنعرف مدى سلامة، وصحة، وصوابية ما يطلب قبل أن ننفذ.. فما نسميهم وندعوهم بالقيادات، والزعامات، والمشايخ، والعلماء الحزبيين لا يزيدون عنا بشيء، ومثل مالهم عقول لنا عقول، ومن حق الإنسان أن يفكر ملياً فيما يطلب منه.. لأننا لا نريد لكم يا أبناء وطني أن تُسيروا وتُحركوا، لتكونوا الضحايا، والمصلحة تكون في النهاية لتلك النخبة التي حركتكم وسيرتكم، وحتى الوطن، والمجتمع ليس له مصلحة فيما دعوكم إليه وصرتم ضحايا من أجل.. كما يقول المثل اليمني “الطبطبة في القفص، والمصلحة مع القيم” ونحن لا نريد أن يكون بنو وطني ضحايا، والمصلحة بعد ذلك للنخب الحزبية، وغيرها. ومن أسوأ العصبيات هي تلك التي تؤدي إلى الفتنة، والعداء والحروب، والقتل بين أبناء الأمة الواحدة «عرقاً، وديناً» فبلادنا والحمد لله بلد مسلم.. والإسلام من سلام، والإيمان من الأمان.. وعلينا أن نكون دعاة سلام وأمان.. وإسلامنا هو دين الاعتدال لا عصبية، ولا تعصب، ولا غلو، ولا تطرف.. ولا طاعة فيه لمن يدعو إلى فتنة، أو إلى حرب، أو إلى قتل هذا وذاك، أو لتخريب وتدمير المصالح والممتلكات العامة والخاصة «إنه لأهون علي هدم الكعبة حجراً حجراً على أن يراق دم امرئ مسلم» فالإسلام يحفظ للمسلم دمه، وماله، وعرضه.. لكن نجد اليوم من يبيح دماء المسلمين، وأموالهم، وأعراضهم، ويفتون بذلك.. مع أنه لا يباح دم امرئ مسلم إلا بحكم قضائي.. وليس لأحد الحق كائناً من كان أن يكون خصماً ومدعياً، وحاكماً، ومنفذاً ضد مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.. فاحذروا احذروا دعاة العصبية والغلو والتطرف، واحذروا من يفتي ويبيح الدماء، والقتل للآخرين، واحذروا من يلحد ويكفر المسلمين المخالفين له، فهذه ليست من الدين.. لكنها من سمات التعصب والتطرف المذهبي والحركات الدينية السياسية والأحزاب الفاشية.. واعلموا أن اليمن ملكنا جميعاً. رابط المقال على الفيس بوك