في الحقيقة لا زلنا نسير في الطريق الخطأ متجهين نحو نقطة البداية لتمضي بنا السنون ونحن ندور حول انفسنا رغم بذل الجهود الكبيرة في سبيل ذلك الا انها حتما تذهب سدى ولم يعد احد يعرف متى ندرك بان خطواتنا فكرا واسلوبا انما تهرع الى المجهول الذي يعد الحاضر ابرز شاهد نتيجة التخلي عنها “الثقافة”التي اجزم القول على اننا من دونها لن نصل الى ما نرمي اليه مهما لعقنا المشقة في سعينا الطويل . فاذا كانت أي الثقافة هي البوابة الرئيسية للدخول الى ارقى دول العالم باعتبارها لغة البناء والتقدم الاساسية فأين هي مناء مكانة سوى في الدرك الاسفل تقبع .ما نقصد بالثقافة ليست مجرد حمل الاقلام وفرفرة اوراق الكتب بل ثقافة الحياة برمتها ابتداء من تعاملاتنا الانسانية واساليب نمط حياتنا المعيشية التي بمقدورها جملة ان تصوب السهم وسط قلب الهدف المنشود المنتشل لارواح التعثر من انحطاط نزعات التقوقع .قد يكون مشوار البلوغ طويلاً وشاقاً لكن السير على دروبه اصبح غاية وامرا حتميا للخروج من دهاليز اوضاع الواقع المتشددة بظلامها الدامس على ان تكون نقطة البداية قد رصدت جموح رغبة الجماهير للولوج ضمن سياقاتها التهذيبية ,وتصدرت الثقافة قمة الهرم في قائمة اولوية حياتنا المعيشية واعمدة اساساتنا الصلبة لبناء وطن وأمة تشرق على مستقبل يشيد لالآف السنين القادمة بمعنى اشمل ما نعانيه هو مرض تتفاقم الآمه نتيجة المنح التجسيمي لقضايانا السياسية وما يدور حولها من صراعات رغم بساطتها المعلنة كون صعوبتها الحقيقية ليست شعاراً يطوقها بقدر ما تكمن في اعماقنا روحا وفكرا كما ان مسافات حلولها الشاسعة سينطوي امدها من مخيلتنا فقط عند تشبعنا بأجندة الثقافة المتعددة كافعال لا مجرد شعارات تردد وبراويز خالية من الصور كما هو الحال لما تمر به ممثلة الثقافة في بلادنا “وزارة الثقافة”من اوضاع متردية تسببت فيها معتقداتنا السائدة في اوساط الجميع حكومة وشعبا بانها عنصر غير فعال ومجرد زاوية ترفيهية تنتسب اليها الطبقة الكادحة من الشعراء والفنانين والادباء فكانت نتائج ذلك الاعتقاد الخاطئ هو ما تمر به هذه النخبة من اوضاع معيشية متردية للغاية وشعب متحجر القلب والفكر,ولمجرد عدم ادراكنا بامكانية وقدرة هؤلاء على احراز نقلة في صفوفنا الفكرية يبقى دليلا على عدم اعترافنا بوجود شيء اسمه “ثقافة” قد يترجمها البعض على انها سلوك وانماط وتصرفات انسانية تهذيبية ,وقد تكون كذلك ولكنها بمصطلح “ثقافة”تعني الشمول العام لجملة افعال وتصرفات قيمة ,وعندما ندركها تماما حتما ستنجلي كثير من الاشياء المحبسة بداخلنا كما يعقب عتمة الليل نور ساطع ,ولن نكون بحاجة الى اساليب قرع العصا لنبذ كافة ادوات الفرقة والشتات من حياتنا عند احلال ثقافة التعايش كبديل انسب عنها .حفا ظنا على بيئتنا نظيفة وخالية من ترسبات الاوبئة المسببة للامراض لاشك هي مرآة تعكس مدى ثقافتنا الانسانية .ايضا حفا ظنا على ممتلكات الدولة ومقدرات الوطن والعمل بصدق واخلاص وتفان بعيدا عن لغة التعنصر وكافة معاول الهدم انما ينم عن مدى تحلينا بالثقافة الوطنية البناءة .تفجير انابيب النفط وتدمير المحولات والكابلات الكهربائية وقطع الطرقات عناوين صارخة خطها الاهمال الحكومي القيادي في بناء الفكر الواعي والمثقف لدى الانسان اليمني وخاصة القابعين خلف الصخور واكوام الرمال .نطلق شعارات البناء المتجدد لوطن تقاسمته ألوان الدمار بوعي مشتت الفكر فأنى لنا ان نصل دون تجسيدنا لما تتقدم وتتطور به الشعوب “الثقافة”... رابط المقال على الفيس بوك