أراك من طين وماء أيّها المكسوركالفخار في الطرقات،لم تلد الحياة العشب والأشجار كي تضحي مناديلا لكفكفة الدموع ولم تمد الأرض مفتاح التراب لكي نبدّد بسمة الأثلام في سفر من الشجن المفخّخ بالكلام. الشمس تضحك، لا لترشدنا إلى طرق الركوع وننزوي في الظل مقهورين نركض كالغبار لنا حروف الجر جرّتنا إلى زمن من الطاعون والقحط المدجج بالقبائل والحسام. نحن في وطن يجرّدنا من الوطن المعشعش في مخابئ حلمنا وقتاً يزغرد فوق أمكنة تحررها الرياح البيض من درن الطوائف والخصام. كأن قلب الشمس تثخنه المرارة حين نتركها مؤججة وننسج من قماش الليل قبعة البلاد وراية سوداء كالحقد المغطى بالوسام. ألم نعِ؟ ماذا دهانا حين يأتي الليل ننزع عن سمانا كل أنجمها ونرصفها على أكتاف جند الليل كي يزداد هذا الليل زهواً قاتلاً ونفتت القمر المدور “بردقاناً” للظلام. القات سيّد عصرنا،هبطت شياطين الجبال وأعلنت حرباً على الوديان والبحر المعبأ بالبخار، كأنها انحرفت نواميس الطبيعة والجهات الست مالت، كل بوصلة تحالف خلفها وتقود للضد المخاصم للأمام. يا أيّها المكسور كالفخارفي الطرقات إنا نحتسي غصص الزمان المر والجرح الملوث كالجذام. أراك من طين وماء أيّها المكسور كالفخارفي الطرقات ،فاخرج من عباءة جلدك المغزول من قلق الدهور أراك تعبر مسلك الماضي إلى ماضٍ جديد مالح كالدمع لا تلق التحية حين لا تلقى الجوابَ أراك منصهراً كثلج فاندثر إنْ كنت وهماً أو سراباً كن حماماً ضاحكاً كالفجر واعتنق الصوابَ حذار أن تنصاع للطقس الذي يلد الخرابَ احرق ستار اليأس وافتح في جدار الوقت للأحلام باباً أيّها المكسور كالفخار في الطرقات اجمع شملك المنثور وعياً معشباً والغِ غيابك واليبابَ. رابط المقال على الفيس بوك