أخيراً نتوقف أمام فيلم “طروادة” الذي نتابع فيه ثقافة العنف والاستباحة الناجمة عن استبطان مزيّف لحقيقة مؤكدة، وتتلخَّص القصة المعروفة في الأميرة “هيلين” التي هربت مع حبيبها “بارس” إلى طروادة، لتكون زوجة له رغم أنف أهلها؛ غير أن الطاغية “أجاممنون” اعتبرها فرصة لشن حرب على طروادة، وكانت غزوته مبرّرة على قاعدة “كلمة الحق التي يُراد بها باطل” وكانت الذريعة استعادة هيلين، لكن الهدف كان أبعد من ذلك؛ لقد وضع أجاممنون نصب عينيه تدمير طروادة والاستيلاء عليها، وبالمقابل أظهرت القصة كيف أن نزقاً مراهقاً لشاب وشابة تربيا وفي فمهما ملعقة ذهب؛ كيف أنهما كانا كفيلين بتدمير صروح بنته السواعد والأيادي بصبر ودأب شديدين، لقد انهارت طروادة بسبب سوء تربية بارس وهيلين أولاً، وكانت النتيجة استمرار ثقافة العنف المبرّرة بالزور والبهتان، العروض العابرة لبعض الأفلام التاريخية على مدى الأيام الثلاثة الماضية تتسم بأهمية خاصة في هذا الوقت للأسباب التالية: • كونها أفلاماً قدّمت التاريخ بواقعية رائية للقيمة الحياتية المعقّدة، والمحمولة على ثنائية الخير والشر معاً. • كونها اتسمت بقدر كبير من ترك اللوازم الكاذبة للسينما التجارية الهوليوودية الملغومة بالأيديولوجيا العرقية والدينية والعنصرية. • لأنها ذات صلة مؤكدة بحقائق التاريخ التي تعيد إنتاج نفسها بطرق ملهاوية ومأساوية. • لأن ما حاق بالامبراطوريات الظالمة الفاسدة؛ لا يعني نهاية مسلسل السقوط المُريع لمن لا يضع قوانين الأرض وحكمة السماء بعين الاعتبار. • أخيراً وليس آخر، أتمنَّى على قُراء هذه المقاربة العابرة مشاهدة هذه الأفلام ذات المعنى الخاص في الراهن السياسي العربي والدولي. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك