أصحاب المشاريع الزائفة، ومن يظهرون ما لا يبطنون لا قدرة لهم على الاستمرار في الخداع؛ إذ سرعان ما تنكشف سواءتهم ويبين عوارهم.. وتظهر حقيقتهم على الملأ.. تلك حقيقة ما من سبيل لإنكارها.. إن حقيقة كهذه لها ما يسندها في الواقع والتاريخ.. كم ظل على سبيل المثال حزب الله يعلن نفسه كرمز للمقاومة والصمود والدفاع عن المقدسات والأرض والعرض!؟ كم ظل يصم آذاننا، وينفح في آذاننا وأدمغتنا بتلك الشعارات البراقة والمخادعة؟! فإذا بنا نفيق على حمام وديع لإسرائيل وحش مفترس على السوريين وثورتهم.. تدخلات الحزب في خط الثورة السورية ووقوفه مع النظام لم تعد خافية على أحد؛ إذ يجاهر الحزب بوضوح شديد في انخراطه ومساندته لنظام الأسد ضد السوريين.. وكعادته في التضليل يزعم زعيم الحزب أن سقوط الأسد وعصابته يعني انتهاء المقاومة وأن حربه إن هي إلا حرب ضد التكفيريين في سوريا، الله ما أشد غباء هذا الرجل وما أعظم جرأته على نسج الأكاذيب وحياكتها! شخصياً لم أؤمن بحزب الله كمقاوم، وواقف مع قضية الأمة المركزية فلسطين، ما زلت شديد الإيمان أنه جماعة شيعية تلبس عباءة التقوى والجهاد ضد الصهاينة، تعمل لصالح إيران.. بين الفينة والأخرى يحاول الحزب خداعنا وإيهامنا بوقوفه المستميت مع قضايا الأمة عبر سلسلة من الخطابات الجوفاء والمملة وبعض الطلقات النارية على إسرائيل لذر الرماد في عيوننا، ربما بالاتفاق مسبقاً مع إسرائيل، وربما أيضاً لتقاطع مصالح العصابتين. في صبرا وشاتيلا ارتكب حزب الله وحركة أمل مذابح فضيعة بحق اللبنانيينوالفلسطينيين.. ووقفت الحركتان مع الصهاينة ضد العرب والمسلمين وها هو التاريخ يعيد نفسه عبر شلالات الدم التي يسكبها الحزب من نساء وأطفال وعجائز سوريا. لقد مثّل غلاة الشيعة أخطر عدو متربص بالأمة منذ وقت مبكر؛ فهم من أغاروا على المسلمين في مكة وقتلوا ألفاً من الحجاج وطموا أجسادهم الطاهرة بئر زمزم ونقلوا الحجر الأسود إلى الأحساء أو القطيف حتى أعيد بعد أزيد من عشرين سنة كان ذلك بقيادة حمدان قرمط، وهم من مهد لهولاكو اجتياح بغداد العام 656ه؛ إذ كان ابن العلقمي الرافضي على اتصال دائم بهم وكان الرجل الأبرز تعاوناً واستقبالاً وتسهيلاً لدخول العدو بغداد حتى لقد قتل فيها في هذه الحملة 800ألف أو مليون أو مليونان على اختلاف الروايات في ذلك ومن أراد فليراجع تاريخ ابن الأثير أو البداية والنهاية لابن كثير. اليوم ينبعث هذا الفكر من جديد، على نحو أشد في لبنان، ولهم إخوة في اليمن. وحدهم من لا يقرأون التاريخ ويستوعبون.. صفحاته ينخدعون بهم وينبرون للدفاع عنهم، تارة متأولين وتارة بحسن النية أن هذه أخطاء تاريخية علينا تجاوزها، لكأنها لم تصدر عن عقيدة تربوا وما زالوا يتربون عليها. على أن الواقع يهدّ ما ينظّر له البعض ويؤكد أن أعمالهم الإجرامية ليست بمحض الصدفة كما لم تكن أخطاء تاريخية. خطورة هؤلاء أنهم يتسترون وراء الدين والتقوى، ما يجعل المتابع العادي وقليل الخبرة والحظ من القراءة والثقافة ينخدع بهم؛ لذا القول إنهم أخطر على الأمة من عدوها الواضح والمختلف معها عقدياً.. لا يبعد كثيراً عن الصواب. رابط المقال على الفيس بوك