لم تظهر دعوات التمزق والتراجع عن بناء قوة الدولة الواحدة والموحدة إلا عندما خارت همم الرجال وضعفت نفوس البعض أمام الرغبات الخاصة والنزعات القروية والميول الفئوية والادعاء بالافضلية والجنوح إلى الغير من أجل الاستقواء على إرادة التوحد والقضاء على المشروع النهضوي الحضاري الذي انطلق في 22 مايو 1990م ارضاءً لذلك الغير الذي ازعجه التوحد والقوة فبذل الغالي والنفيس في سبيل كسر شوكة اليمنيين وتحطيم إرادتهم الفولاذية ومنعهم من الاعتصام بحبل الله المتين والتأثير على حكمتهم وحنكتهم لتخريب حضارتهم وإنهاء أمجادهم وزوال دولتهم من الوجود وجعلها أثراً بعد عين. إن التفكير العدواني في إنهاء الحضارة اليمنية ومنع تطورها قادم من أعداء الانسانية الذين لا يرون سوى انفسهم الأحق بالحياة ومادونهم من البشر لا يستحقون الحياة فتحالف أصحاب النظرة العنصرية تحت مظلة الصهيونية وأخذوا يخططون لتدمير قيم التوحد ويمنعون بناء القدرات الدفاعية ويحتكرون وسائل الدمار الشامل؟ ويستغلون النزعات المتعلقة بالادعاءات الاثينية والمذهبية والقبلية والمناطقية لتفريق شمل الأمة العربية والإسلامية ووجدوا ان استغلال الاثينيات الفئوية أقل كلفة في تدمير القدرات والامكانات المتعلقة بتجميع عناصر بناء القوة القومية للأمة العربية والإسلامية وتحد من ظهورهم في صورة المعتدي وتجعل العرب والمسلمين يضربون بعضهم بعضاً بقوة حديد هم ومتفجراتهم التي اعدوها لتدمير الحضارة الإنسانية الإسلامية التي بناها العرب الأوائل. إن ما يحدث اليوم في الوطن العربي من الصراع قد اعان إلى درجة كبيرة المشروع العربي الإسلامي الذي يحقق القوة الرادعة للكيان العنصري الصهيوني فقد كانوا يرون في الجزائر قوة عربية وحدوية قادمة من شمال أفريقيا فانهكوها من خلال تسليط الإرهاب عليها وراوا في العراق قوة الشرق العربي بواية النصر العربي فتكالبوا عليها بعد ان عجزوا على تدميرها من الداخل أيام قوة الجبهة الداخلية للجيش العراقي ورأوا في جيش مصر الكنانة كذلك وفي سوريا فخلقوا كل المشكلات واستخدموا الإرهاب وغيره لتدمير القوة العربية وكذلك فعلوا باليمن وسلطوا الإرهاب ولم يفلح فكثفوا عناصر الإرهاب واستغلوا النزعة التسلطية لبعض القوى وأوهموهم بالسيطرة ولما فشل المشروع وتمكن اليمنيون من حماية الوحدة دبروا المكر بالتحالف مع القوى الاقليمية لدعم التمزق والتشتت لأن اليمن الآن هي محور ارتكاز بناء القوة القومية للأمة العربية ولذلك نجدد الدعوة للحكماء والعقلاء لادراك الحقيقة والعمل على حماية الوحدة اليمنية لأنها بارقة الأمل في طريق الكرامة العربية بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك