برهنت الكثير من المعطيات والوقائع والأحداث والشواهد في واقعنا اليمني منذ تولي فخامة الاخ عبد ربه منصور هادي –رئيس الجمهورية قيادة الوطن بان فخامته جسد حالة وطنية ناضجة وواعية تاريخية ومصيرية ارتبطت بالمستقبل الوطني المنشود وقد احيط فعلها ودورها المأمول بإرث تراكمي من المشكلات والمعضلات تراكمت وتوالدت منذ اكثر من خمسة عقود وأسهمت في تفجرها وعدم القدرة على معالجتها بمستويات متفاوتة وبصورة مباشرة وغير مباشرة كل القوى والتيارات السياسية المتصارعة على السلطة على مدار هذه العقود حتى اللحظة ،وكان الضحية دوماً خلالها استهداف وإضعاف التيار الوطني الواسع ومن ثم التصدي لتطلعات وأماني وطموحات الشعب اليمني في التقدم والتطور الانساني والنهوض الحضاري الشامل. بعيداً عن الشخصنة والتمجيد الذي لم يعد مقبولاً في هذا العصر اذا صنع التمجيد دعائياً دون ان يكون له حاضن ومعطى في الواقع المجتمعي والوطني والإنساني يفرضه كحالة معبر عنه –فإن الرئيس عبد ربه منصور هادي بحاجة ماسة وكضرورة حتمية لوقوف ومساندة التيار الوطني الواسع وان ينجح هذا التيار الذي ظل مستهدفاً ومحارباً على مدى خمسة عقود في رص صفوفه واستنهاض دوره وتنظيم مكوناته وقوته بصورة عاجلة في هذه اللحظة لينتصر للخيارات الوطنية التاريخية المصيرية ببعدها القومي والإنساني ،ويظهر هذا الدور كبيراً وفاعلاً وطاغياً في الواقع المجتمعي والوطني لتضعف بصورة تلقائية قوة وفاعلية بنى المكونات الطاغية والنافذة والمسيطرة راهناً على الواقع وهي متناقضة ومتصادمة مع جواهر ومضامين تلك الخيارات الوطنية المرتبطة بالنبض والوعي الشعبي الجمعي والأهداف والغايات الانسانية الكبرى المتجددة للثورة اليمنية الكامنة في العقل الوطني الجمعي ولدى الانسان اليمني الواعي للهوية الانسانية التاريخية الحضارية لوطنه والمؤمن بها والانتصار لها في هذه الفترة الزمنية المفصلية من تاريخ المجتمع الانساني. لهذا ينبغي دوماً ان نقرأ ونتعامل مع واقعنا الجزئي في إطار الفهم العميق والشامل لعلاقته بكل ابعادها الشاملة مع الواقع الكلي للعالم والمجتمعين الدولي والإنساني ، وتأسيسا على ذلك يدرك الكثير من ابناء الشعب والنخبة الطاغية والنخب المحاصرة والمقيدة وخاصة نخب التيار الوطني الواسع ورموزه الذين حدد الواقع ادوارهم بمعاييره ان الرئيس هادي تولى قيادة الوطن وفق اعتبارات مختلفة عن الاعتبارات التي يصعد بها رؤساء سابقين من حيث التقاء المصالح والدفاع والتعبير عنها على حساب مصلحة الغالبية العظمى من الشعب -مع تقديرنا لجميعهم وأدوارهم - اضافة الى تكريس ثقافة احقية السيطرة والنفوذ وفوق الدولة (المضعفة اصلاً) والقانون ، ودوماً لهذه المصالح منظومة اغطية تنظيمية وسياسية واجتماعية وفكرية وثقافية وغيرها تتولى مهمة الدفاع عن هذه المصالح وان حملت الاغطية عناوين وشعارات وطنية مزورة وغير حقيقية، لكنها تجعل من مصالحها هدفها في الحكم وليس مصلحة الشعب لأنها غير قادرة ان تكون قوة تحررية ضد قوى الغطرسة والظلم التي تحكم العالم سرا وعلنية ،وتفاصيل تاريخ وفعل ادوات ووسائل وأساليب هذه الاغطية كثيرة التي تتغير شكلاً بحسب متطلبات كل مرحلة ومستلزمات الحفاظ على المصالح خلالها ومن ثم استمرار ترحيل الخيارات الوطنية الى المجهول بما يضمن عدم تجسد جواهرها ومضامينها المتجددة في الواقع الملموس لدى كل ابناء المجتمع ، فإننا هنا نرى ان الاصطفاف التوظيفي طبقا لقناعات الافراد ضمن بعض ومعظم تلك الاغطية يصبحون من خلاله ضحايا فيها بجعلهم فريسة العصبية أي كان نوعها على حساب وعيهم بقداسة انتمائهم الوطني والهوية الانسانية لوطنهم ، وعلى هذا الاساس مثلاً تفجرت ازمة 2011 والثورة الشبابية السلمية وقد حصل في بنية الواقع في السلطة والمعارضة والدولة والمجتمع انقسام بنيوي في مكامن السيطرة ومواقع النفوذ وإدارة المصالح للركائز التي تجسد كل ذلك في الواقع وخاصة التي حملت عناوين للأغطية القبلية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والامنية والاقتصادية وغيرها ، وهي ركائز لها امتدادات توظيفية واستغلالية على مستوى كل قرية وحي في ارجاء اليمن وكل الاطر التنظيمية للمجتمع ولكن لا تعني هذه الامتدادات السيطرة الكلية لكل هذه الاطر ومكونات المجتمع المختلفة فجاءت المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقراري مجلس الامن الدولي 2051،2014 بشان الازمة رغم كل ماهو ايجابي فيهما لترحيل المشروع الوطني الانساني الجديد والخيارات الوطنية المصيرية بمنطق المشروعية الوطنية وفعل الارادة الوطنية والشعبية،وكذا اعادة التعايش بين مكونات الركائز استجابة للنفوذ والهيمنة والتوجيه والتوظيف لمعظمها من قبل حواضنها من خارج النطاق الوطني اكان اقليمياً او دولياً لايعلن عنه حتى لايبدو متناقضاً مع التوافق الدولي حول الازمة اليمنية ،فيما معطيات وتطورات الواقع في اطار سير تنفيذ برنامج المبادرة لم تسمح كلياً واستراتيجياً مفروضاً فض التداخلات التأثيرية المتشعبة في العلاقة بين الاصطفافات الجديدة المنفرزة تناقضا بسبب الازمة لتلك الركائز ، وعلى الرغم من تعبيرنا عن مواقف ايجابية وداعمة للدور الوظيفي المهم وطنياً في هذه المرحلة لبعض مكونات أي اصطفاف فانه يظل يعاني من عقدة التأثير عليه من اصطفاف آخر وهنا تأتي اهمية الفرز الكلي عبر عمليات وطنية آمنة لإعادة صياغة التوازن الوطني بكل ابعاده ليكون معبرا ومترجماً للواقع وهذا ما يقع اكثر على المؤتمر الشعبي العام ليكون حزب المستقبل ..حزباً وطنياً تقدمياً متحرراً من أي نفوذ وتأثيرات لقوى تقليدية وعصبوية ومصلحية ، وبعيداً عن الشخصنة وحسابات الخوف من فتح كل الملفات الرابطة بين طرفي الركائز والتي لا تتحمل اغطيتها أي كان نوعها سياسية واجتماعية المسؤولية عنها ، ومع تمسكي ككاتب صحفي اومن اني انتمي لمشروع وطني انساني جديد بمواقفي واعتزازي بها على مدار 17 عاماً حيال الاخ علي عبد الله صالح –رئيس الجمهورية السابق-رئيس المؤتمر الشعبي العام الذي خاطبنا في كل كتاباتنا ذاته الخيرة ،فاني ارى ان الحالة الوطنية التي يجسدها الاخ عبد ربه منصور هادي –رئيس الجمهورية لابد ان تنجح في فض التداخلات بين طرفي الركائز بما يضمن عدم اعادة انتاج سيطرتها وهيمنتها واستبدادها بعناوين جديدة زائفة وبما لا يعيق توجه فخامة الاخ رئيس الجمهورية وسيره في طريق الانتصار والتأسيس المتين لتنفيذ المشروع الوطني الانساني الحضاري الجديد لليمن الذي ببدء تنفيذه تنتهي ازمة الهوية الانسانية التي يعاني منها ابناؤه منذ قرون وحتماً ليس معالجتها الحقيقية بتفكيكها الى هويات صغيرة تبنى بالعصبيات تحت عنوان دولة اتحادية بهدف الترحيل المطول والإعاقة لهذا المشروع بينما معالجة ازمة الهوية الانسانية المتفرد بها اليمن تتطلب استنهاض الارادة الوطنية الجمعية بمنطقها ومنطق العقل وخصائص هذه الهوية تاريخياً وحضارياً وجغرافياً وبناء دولة مدنية قوية عادلة بفكر ممزوج من ارثهم وتجارب الآخرين وحاجات واقعهم ، وفي ظل وعي اليمنيين لذاتهم الواحدة وعلاقتها ماضياً وحاضراً ومستقبلاً بالمجتمع الانساني والدولي ، ولثقتنا الكبيرة ان الحالة الوطنية التي يمثلها فخامة الاخ رئيس الجمهورية تمثل معادلة قوية معنوية وغير ذلك متنامية بعواملها الفاعلة والكامنة في صميم المشروع الوطني الانساني الجديد وحركة فعله التأثيري والتأثري المتبادل حاضراً وفي المستقبل القريب من خلال إلمام فخامة الرئيس بتفاصيل الصراع الدولي والإقليمي في اليمن وتعامل فخامته سياسياً بمنطق الحالة الوطنية التي يمثلها مع هذا الصراع بكل انواعه فان الحق والواجب على التيار الوطني الواسع وكل ابناء الوطن أن يصطفوا ويقفوا داعمين ومساندين وملتفين حول قيادة فخامة الاخ رئيس الجمهورية بما يعزز من فاعلية الحالة الوطنية التي يمثلها للوصول الآمن لتنفيذ المشروع الوطني الجديد بدعم كل الخيرين في الوطن والأمة والعالم والمجتمعين الدولي والإنساني وعبر ادوات الارادة الوطنية والشعبية والقوة المعنوية للهوية الانسانية التاريخية والحضارية لليمن فكراً وثقافة وانتماءً وأخلاقاً وعلاقة واعدة ومشرقة بالمستقبل الوطني الانساني الاكثر اشراقاً لليمن الجديد. رابط المقال على الفيس بوك