أقام التنظيم الوحدوي الناصري بتعز ندوة بمناسبة ذكرى قيام ثورة 13يونيو التصحيحية بقيادة الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي,جاءت حركة يونيو لترسم خطة للجيش الذي كان وطنياً ليكون للحرب والإعمار .. وجيش تكون مهمته الإعمار ، لاشك ستكون عقيدته مثمرة ,لقد تحدث أصحاب الأوراق الإخوة «الرداعي وسلطان الدبعي والحربي» بإسهاب عن تاريخ هذه الفترة الهامة من تاريخ اليمن الحديث التي تكالب عليها كل أعداء الدولة اليمنية لإعاقتها وضربها والشعب في مقتل .. كان «الحمدي» شخصية وطنية كأي يمني من عامة الشعب يمتلئ بالعاطفة والطموح والحب للناس وبالطبع الكراهية لأعداء الجمهورية والثورة ولكل القيم المخاصمة لقيم الحرية والمساواة وكان ممن يرى الطائفية والملكية هي العدو الأول والتاريخي للشعب اليمني وثورته ..لهذا لم يسمِ حركته ثورة وإنما حركة إمتداد لثورة سبتمبر وتصحيحية لما جرى من انحرافات وإعاقات لأهداف الثورة التي قامت ضد الإمامة والتمييز العنصري في اليمن بما صاحبها من ظلم وفقر وجهل ، لقد كانت أهم مرحلة لثورة 26سبتمبر بعد الخروج من الثورة المضادة التي كانت عالقة في موقع القرار تخرب كل شيء .. أنا شخصياً وغيري مازلت احتفظ كطفل بعهد الحمدي وعن نظرة الناس وحديثهم عن بداية الدولة حينها، مازلت أذكر عصر التشجير ذاك وأغاني الماء والخضرة ، وعصراً يطغى عليه الشجرة والزرع وحث الناس على غرس الفسائل هو عصر الناس وعصر فتح بوابة الانطلاق للأمام.. كانت بداية حقيقية لبناء مؤسسات وطنية اقتصادية تحديداً للوقوف إلى جانب الناس.. المؤسسة الاقتصادية العسكرية كانت من أهم أهدافها أن تكون رافداً اقتصادياً يعود ريعها تحديداً للجيش والجنود على شكل تخفيضات ومشاريع اقتصادية وكذا المؤسسات الزراعية لإقراض المزارعين مثل البنك الزراعي ومؤسسات عامة تهتم بالموظف والمواطن..كل هذه المؤسسات لم تنتهِ بعد مقتل الحمدي وإنما اغتصبت وأخذت فيداً من قبل مشروع التوريث ، ورأيناها تتعملق وتتحول الى مؤسسات ضخمة مثل المؤسسة الاقتصادية العسكرية وبنك التسليف الزراعي لكن لا دخل لها بالجنود ولا بالمزارعين ولا بالمواطن،وتحولت مهمتها إلى امتصاص المواطن لصالح فئة خاصة جيرت كل هذه المؤسسات العامة لصالحها الخاص وسحبت الميزانية لدعمها وكانت رغم ضخامتها وتجارتها في كل شيء وتسهيلاتها المهولة تقدم حساباتها للبرلمان «صفر» إلى قبل الثورة الشعبية ،وكان الجميع يعلم أنها عكس ذلك تماماً رفعت حركة 13 يونيو شعاراً «انتهى شهر عسل التجار» وهي تعني محاربة الاحتكار الذي كان يمارسه بعض التجار وبحدود معينة..بعدها لم ينته شهر العسل للتجار بل ضرب التجار الأصليون الذين كان معظمهم من أبناء تعز وإب وأفلسوا لصالح الحاكم وعياله ومقربيه الذين تحولوا كلهم إلى تجار من الصفر إلى الفضاء ، لقد بنوا ثروة عملاقة على حساب التجار الحقيقيين الذين دعمت أموالهم ثورات 48م وسبتمبر وأكتوبر، والذين حوربوا بقصد وضربوا حتى الإفلاس عن طريق احتكار التراخيص والإعفاءات واستثمار ونهب البنك المركزي والمؤسسات العامة والقروض المفتوحة والفساد بأنواعه والذي مازال يعيش ويقود الثورة المضادة اليوم، بل وعلى حساب قرص الخبز للمواطن البسيط،كل الأوراق كانت رائعة وثرية ، ذكرتنا باغتيال مشروع الدولة اليمنية ومعها الحلم اليمني وبخنق مشروع الوحدة أيضاً , وكعادته تميز الأستاذ المفكر والقيادي في الحزب الاشتراكي «أحمد الحربي» بورقته الفلسفية الرائعة عن تجربة التعاونيات كحركة تعاونية شعبية رائدة وكانت هذه التجربة بحسب الحربي الحاضن الاجتماعي لحركة يوليو ولمشروع الدولة ولهذا لم يكتفوا بقتل الحمدي بتلك الطريقة وانما ضربوا فلسفة الحركة وكل حواضنها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وفي المقدمة تجربة التعاونيات.. مازالت الدولة هي الهدف الغائب التي تسعى إليها كل القوى الوطنية اليوم، التي عليها أن تمتن وتطور تحالفاتها من أجل إيجادها.. لأن الدولة لو حضرت بأسسها الوطنية الواضحة ستستوعب كل الأحلام وستلقف كل ما يأفكون ويخططون ويتآمرون. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك