الطبقة العمالية تعد الأوسع والأعرض بين طبقات الشعب المختلفة.. فكل من يعمل ويتقاضى أجراً شهرياً أو أسبوعياً أو يومياً هو من الطبقة العمالية ومن أهم فئاتها الطبقة المتوسطة.. واليد العاملة في القطاع العام، أو في القطاعات الخاصة، ولا شك بأن العمال جديرون بأن يكون لهم حزبهم الذي يمثل مصالحهم، ويحمل همومهم، وينشط، ويعمل من أجل تحقيق أحلام الطبقة العاملة في الحياة الحرة الكريمة والآمنة. صحيح أن هناك نقابات عمالية، واتحاد لنقابات العمال على مستوى الجمهورية تدخل في إطاره كل النقابات العمالية في عموم الجمهورية.. لكن تظل هناك عدة شرائح عمالية لا تدخل ضمن هذا الإطار الاتحادي نتيجة لعدم وجود نقابات عمالية لهم مثل شريحة عمال النظافة والفئات الأشد فقراً منها، إضافة إلى عدم وجود نقابات لمعظم موظفي وعمال القطاع العام، والعديد من عمال القطاع الخاص، والعمال الذين يعملون في العديد من المهن الخاصة المملوكة لأشخاص.. ومع ذلك فإن هذه الطبقة تعاني وتكابد في حياتها سواء كانت لها نقابات ضمن اتحاد العمال.. أو لم يكن لها نقابات فالجميع في الحياة البائسة سواء.. والنقابات، والاتحاد العام أضعف من أن يقدم أي شيء من المطالب الحياتية الحقوقية، وحتى وزارة العمل ومكاتبها أضعف من أن تأخذ لعامل حقاً.. قانوني أو غير قانوني.. رغم أن القانون لم يتضمن، ويتناول حقوق العمل إلا في أدنى حدودها.. ومع ذلك فهذه التي في «أدنى حقوقها» لا تسلم من السلب والمصادرة. ومما يزيد الطبقة العمالية بشرائحها المختلفة بؤساً، وتعاسة انتهاج بلادنا للعولمة، ودخول نظام السوق، والالتحاق بالاقتصاد الحر الذي يتهاوى يوماً بعد يوم لأنه يفتقد لمواصفات مبدأ الحرية.. الحرية النبيلة والإنسانية، ويعمل وفق مبادئ مادية نفعية استغلالية.. إذن كان نظام حرية السوق، والاقتصادات الحرية قد ضربت الشريحة الوسطى، والشريحة العمالية بمقتل فحولت الوسطى إلى فقيرة، والعمالية إلى أفقر، وبالتالي ضربت الطبقة المنتجة في كلا القطاعين العام والخاص، وهو ما يهدد عجلة الإنتاج المحدودة بالتضاؤل والتوقف. إذن.. فالطبقة العمالي أحوج ما تكون اليوم إلى حزب يسمى باسمها ويحمل همومها، ويسعى إلى تحقيق أحلامها في الحياة الحرة الكريمة، وإيجاد قانون يضمن حقوقها كطبقة شريكة ومساهمة في العملية الإنتاجية، وفي عوائد العملية الإنتاجية.. وقد سمعت «طراطيش» كلام أن هناك تحركاً لإنشاء حزب لهذه الطبقة.. يسمى «حزب العمال» فالمسعى محمود، والتسمية موفقة.. لكن يجب أن يحذروا من الاختراق والاستحواذ على الحزب، وقيادته، وتوجيهه الوجهة غير الصائبة ليستمر استغلال هذه الطبقة، والانتفاع بها، وبقوتها.. ومن المهم جداً أن يكون الحزب ديمقراطياً فعلاً بحيث لا تعمر أي قيادة أكثر من دورتين قيادية.. حتى تتجدد قيادته باستمرار ويتجدد هو باستمرار ويضمن عدم الاستحواذ على الحزب من أي كان.