يبدو أن انتصار قوات الأسد وميليشيات حزب الله في مدينة «القصير» السورية الشهر الماضي وخطاب نصر الله الشهير الذي اعترف فيه أمام العالم أنه مع نظام الأسد حتى النهاية قد أدخل الأزمة السورية في منعطف جديد حيث أوجد ذلك الانتصار تداعيات كبيرة كانت غائبة عن السيد نصر الله من أهمها موافقة الرئيس الأمريكي أوباما على تسليح المعارضة السورية وتأكيد الأمريكيين بأن نظام الأسد استخدم الأسلحة الكيماوية في حربه ضد المعارضة إضافة إلى اجتماع علماء السنة في القاهرة وإصدار فتوى الجهاد ضد ميليشيات حزب الله وما لحق ذلك من قطع العلاقات المصرية السورية وتهديد ملك الأردن بالتدخل العسكري على الحدود مع سوريا إذا لزم الأمر وقطع الملك عبدالله ملك المملكة السعودية زيارته إلى الخارج والعودة إلى المملكة وأخيراً فوز الإصلاحيين برئاسة جمهورية إيران. وفي تصورنا إن هذه التداعيات المتسارعة ما هي إلا مؤشر لوجود ( سيناريو وسطي ) تُكتب سطوره الآن في المطبخ السياسي الدولي . فيبدو أن المجتمع الدولي قد وصل إلى درجة اليأس من طول أمد الأزمة السورية دون حلول على الأرض فقرر التدخل بعد إحساسه بأن طول أمد الأزمة السورية قد يهدد العلاقات الدولية بأسرها وقد يُدخل العالم العربي والإسلامي بحربٍ طائفية بين السنة والشيعة لاتُبقي ولا تذر وسوف تهدد مصالح كافة الدول في المنطقة الأمر الذي رفضه الجميع. وفي تصوري إن المجتمع الدولي وصل إلى قناعة بضرورة التدخل فقام برسم «سيناريو وسطي» وافق عليه الجميع من أهم بنوده هو التضحية بالأسد ونصر الله معاً , مع بقاء حزب الله وبعض رموز النظام السوري الذين سيكون لهم الدور الرئيسي في دخول الأطراف السورية بحوار جاد لحل الأزمة ومن بنوده أيضاً قيام الرئيس الإيراني الجديد بالضغط على حزب الله باستبعاد نصر الله من رئاسته بعد ظهور مؤشرات بحدوث انقسام داخل الحزب . وكذلك الموافقة على استبعاد الأسد من رأس النظام السوري مقابل وعود أمريكية وأروبية بالسماح لإيران بتخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية وإلغاء العقوبات الاقتصادية التي ستعمل على إعادة الاقتصاد الإيراني إلى وضعه الطبيعي وهذا ما وعد به الرئيس الإيراني الجديد ( روحاني ) في برنامجه الانتخابي . فهل بدأ العد التنازلي لسقوط الأسد ونصر الله ، أم نحن على موعد مع حرب طائفية جديدة في الشرق الأوسط ؟ رابط المقال على الفيس بوك