بعد أيام قلائل يهل علينا شهر رمضان الكريم بخيراته وبركاته ودلالات التعبد والتهجد في أمسياته ونهاراته، بل لعل هذا الشهر المبارك أكثر الأيام دلالة في معاني العمل والإنتاج والصبر والجلد والتحمل والشراكة والإحساس بمعانات الآخرين وهو ما يحث بالضرورة على التراحم والعطف ولذلك ينبغي على المسلم أن يتمثل هذه القيم الروحانية ويترجمها على الواقع المعيش، خصوصاً أولئك الذين هم في مواقع الاقتدار على العطاء والإحسان. ما يخالجني وأنا أستحضر روح ودلالات هذا الشهر الكريم، مسؤولية القوى السياسية وهي تتحمل على عاتقها دفة الخروج بالوطن إلى بر الأمان والاستقرار والرخاء انطلاقاً من استشعارها بخاصية وجسامة المرحلة الاستثنائية.. وبالتالي العمل بروح خالصة وجادة في تلبية تطلعات أبناء الشعب اليمني باستكمال إنجاز مهام الفترة الانتقالية وبروح توافقية تقوم على الشراكة، فضلاً على العمل المثابر لإنجاز مؤتمر الحوار الوطني وبما يضمن سلامة قيام الدولة الحديثة والعادلة التي تضمن سيادة النظام والقانون والحكم الرشيد والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات. ومن هذا المنطلق، فإن الواجب يحتم على القوى السياسية، سواء المشاركة في مؤتمر الحوار أو تلك التي في خارجه أن تخلص العمل في كل الأيام وخاصة في رمضان لما فيه مصلحة الوطن وبمعزل عن المصالح الشخصية والحزبية الضيقة بالنظر إلى هذه المسؤولية التاريخية الاستثنائية وبروح متحررة من عقد الماضي وسلبياته وعلى النحو الذي يكفل الشراكة الحقيقية في توزيع الثروة والسلطة ووفقاً لمقتضى الخيارات التي سيخرج بها مؤتمر الحوار الوطني الذي يعلق عليه الجميع بأن يكون آخر أحزان اليمنيين. ولا بأس أن أشير –هنا- تحديداً إلى ضرورة تجاوز تلك الصعوبات والتحديات التي تبرز موضوعياً أحياناً وأخرى نتاج تلك النزعات الأنانية الضيقة وجراء المماحكات السياسية والحزبية التي تهدف إلى تعطيل وتيرة أداء المؤسسات الدستورية القائمة، فضلاً عن ضرورة تجاوز استهداف المؤسسات الخدمية وصولاً إلى استهداف المؤسسات ذات الصلة بالخدمات والإنتاج والإضرار بمصالح المواطنين وتحميل الاقتصاد الوطني أعباء إضافية تعيق – بشكل أو بآخر – قيام الحكومة بأداء كامل التزاماتها في إنجاز استحقاقات الحاضر و المستقبل، إذ يتطلب الأمر من هذه القوى الكف عن أساليب المماحكات وإيقاف حملات العداء والكراهية التي تبث عبر وسائل الإعلام المختلفة وضرورة تهيئة الأجواء و المناخات أمام نجاح مؤتمر الحوار في مرحلته الثانية.. حتى وإن اقتضى الأمر قيام رعاة التسوية باتخاذ إجراءات رادعة ضد كل من يحاول عرقلة مسار هذه التسوية وعرقلة الفترة الانتقالية التي أوشكت على الانتهاء بكل ما تحمله من تطلعات منشودة للخلاص من تداعيات الأزمة، وصولاً إلى إنجاز الاستحقاقات الانتخابية مطلع العام المقبل. رابط المقال على الفيس بوك