هذه نزهة إيمانية نحلق بها خلال شهر رمضان المعظم مع أنوار “رسائل النور” التي لم تجد حتى الآن من علمائنا ومفكرينا ومثقفينا من أصحاب العقول النيرة القدر الكافي من الاهتمام بها، وإذا لم يهتم العلماء وعامة أهل الفكر والمثقفين من يتقدمون عليهم بأمور المعرفة المختلفة سواء في مسائل الدنيا أو مسائل الآخرة فينهضون بالمستوى المتخلف للشباب وسائر أفراد المجتمع نساء ورجالاً الذين لم يجدوا أسرة واعية يتعلمون منها مبادئ السلوك والأخلاق الحميدة ولا وجدوا مدرسة يتعلمون منها فضائل السلوك القويم ولا وجدوا واقعاً خالياً من الأمراض والعيوب والتشوهات، بل وجدوا واقعاً لا يقل سوءاً عن واقع الأسرة والمدرسة. ومع هذه الغفلة التي يعيش فيها علماء الأمة وأصحاب الفكر والثقافة فإن هناك القليلين منهم فقط من “لا يزكي نفسه”.. وفي الوقت الذي نجدهم يلقون باللائمة على الآخرين فإنهم يبرؤن أنفسهم من أي مسئولية أو خطاء. مع أن القرآن الكريم يرشدنا إلى أحسن الأخلاق بالعمل وليس بالإدعاء والافتخار الكاذب: “فلا تزكوا أنفسكم” يقول الإمام النورسي: عدم تزكية النفس.. يعني أن الإنسان حسب جبلته، وبمقتضى فطرته، محب لنفسه بالذات، بل لا يحب إلا ذاته في المقدمة. ويحي بكل شيء من أجل نفسه، ويمدح نفسه مدحاً لا يليق إلا بالمعبود وحده، وينزه شخصه ويبرئ ساحة نفسه، بل لا يقبل التقصير لنفسه أصلاً ويدافع عنها دفاعاً قوياً بما يشبه العبادة، حتى كأنه يصرف ما أودعه الله فيه من أجهزة لحمده سبحانه وتقديسه إلى نفسه، فيصيبه وصف الآية الكريمة: {من اتخذ آلهة هواه} الفرقان “43” فيعجب بنفسه ويعتد بها.. فلابد إذن من تزكيتها فتزكيتها في هذه الخطوة وتطهيرها هي بعدم تزكيتها. فائدة: قالوا عن الفاجر: دينه بين أضراسه يقضمه كما يقضم اللقمة وإذا عظمت لقمته رقت عقيدته. ع. ش أيها الآباء: أنتم تصومون رمضان وتقومون الليل وأبناؤكم يتسكعون في الشوارع لا يتركون ذنباً إلا واقترفوه ولا خطيئة إلا ارتكبوها فكيف يكون الحساب؟ رابط المقال على الفيس بوك