يواصل الإمام النورسي حديثه قائلاً: فمادام الأجل مستوراً عنّا بستار الغيب، والموت يمكنه أن يدركنا في كل حين، فالإنسان يبحث عمّا يحوّل له باب القبر من ظلمة قاتمة إلى نور ساطع ينفتح إلى عالم خالد ورياض مورقة في عالم النور والسعادة الخالدة. ولا ريب أن هذه المسألة هي القضية الكبرى لدى الإنسان، بل هي أعظم وأجل من الدنيا كلها. إن ظهور هذه الحقيقة، حقيقة الموت والقبر بالطرق الثلاث المتقدمة تنبّأ بها مائة وأربعة وعشرون ألفاً من المخبرين الصادقين، وهم الأنبياء الكرام عليهم السلام الحاملون لواء تصديقهم الذي هو معجزاتهم الباهرة.. وينبئ بها مائة وأربعة وعشرون مليوناً من الأولياء الصالحين، يصدقون ما أخبر به أولئك الأنبياء الكرام، ويشهدون لهم على الحقيقة نفسها بالكشف والذوق والشهود.. وينبئ بها مالا يعد ولا يحصى من العلماء المحققين يثبتون ما أخبر به أولئك الأنبياء والأولياء بأدلتهم العقلية القاطعة البالغة درجة علم اليقين (أحد أولئك رسائل النور كما يراها الجميع).. وبما يصل إلى 99 % من الثبوت والجزم.. فالجميع يقرون، أن النجاة من الإعدام الأبدي والخلاص من السجن الانفرادي، وتحويل الموت إلى سعادة أبدية، إنما تكون بالإيمان بالله وطاعته ليس إلا. نعم.. لو سار أحدهم في طريق غير مكترث بقول مخبر عن وجود خطر مهلك، ولو باحتمال واحد في المائة، أليس ما يحيط به من قلق وخوف عما يتصوره ويتوقعه من مخاطر كافياً لقطع شهيته عن الطعام؟ فكيف إذن بإخبار مئات الآلاف من الصادقين المصدقين، إخباراً يبلغ صدقُهم مائة في المائة، واتفاقهم جميعاً على أن الضلالة والجحود يدفعان الإنسان إلى مشنقة القبر وسجنه الانفرادي الأبدي كما هو ماثل أمامكم!. فائدة: تحويل الموت إلى سعادة أبدية، إنما يكون بالإيمان بالله وطاعته ليس إلا!. وهل يتذكر الموت وظلمة القبر من يقضي ليالي رمضان متسكعاً في الحواري والأسواق، ماذا لو أدركه الموت في رمضان وهو على هذا الحال!؟. رابط المقال على الفيس بوك