يواصل بديع الزمان النورسي قوله: أن الضلالة والجحود يدفعان الإنسان إلى مشنقة القبر وسجنه الانفرادي الأبدي كما هو ماثل أمامكم وأن الإيمان والعبادة بيقين مائة في المائة، كفيلان برفع أعداد المشنقة وإغلاق باب السجن الانفرادي، وتحويل القبر إلى باب يفتح إلى قصور مزينة عامرة بالسعادة الدائمة، وكنوز مليئة لا تنضب.. علماً أنهم مع أخبارهم هذا يدلون على إماراتها ويظهرون آثارها. والآن أوجه إليكم هذا السؤال: ترى ما موقف الإنسان البائس، ولا سيما المسلم، إزاء هذه المسألة الجسيمة الرهيبة؟ هل يمكن أن تزيل سلطنة الدنيا كلها مع ما فيها من متع ولذائذ، ما يعانيه الإنسان من اضطراب وقلق في انتظار دوره في كل لحظة للدخول إلى القبر إن كان فاقد للإيمان والعبادة؟ ثم أن الشيخوخة والمرض والبلاء، وما يحدث من وفيات هنا وهناك تفطر ذلك الألم المرير إلى نفس كل إنسان، وتنزره دوماً بمصيره المحتوم. فلا حرج أن أولئك الضآلين وأرباب السفاهة والمجون سيتأجج في قلوبهم جحيم معنوي، يعذبهم بلظاه حتى لو تمتعوا بمباهج الدنيا ولذائذها. بيد أن العقلة وحدها هي التي تحول دون استشعارهم ذلك العذاب الأليم.. فما دام أهل الإيمان والطاعة يرون القبر الماثل أمامهم باباً إلى رياض سعادة دائمة ونعيم مقيم بما منحوا من القدر الإلهي من وثيقة تكسبهم كنوزاً لا تفنى بشهادة الإيمان فإن كلاً منهم سيشعر لذة عميقة حقيقية راسخة ونشوة روحية لدى انتظاره كل لحظة من يناديه قائلاً: تعالى خذ بطاقتك! بحيث أن تلك النشوة الروحية لو تجسمت لأصبحت بمثابة جنة معنوية خاصة بذلك المؤمن، بمثل ما تتحول البذرة وتتجسم شجرة وارفة. فائدة: هل يمكن أن تزيل متع الدنيا ولذائذها ما يعاينه الإنسان من اضطراب وقلق في انتظار دوره للدخول إلى القبر إلا يكفي ما يعانيه الناس في بلادنا من أسباب القلق حتى يأت الشباب العاطل في رمضان يروعون الآمنين بالطماش وأنواع المفرقعات؟ رابط المقال على الفيس بوك