يقول الإمام بديع الزمان سعيد النورسي: يامن فُتنتم بزهرة الحياة الدنيا وزينتها ومتاعها، ويا من يبذلون قصارى جهدهم لضمان الحياة والمستقبل بالقلق عليهما! أيها البائسون! إن كنتم ترومون التمتع بلذة الدنيا والتنعم بسعادتها وراحتها؛ فاللذائذ المشروعة تغنيكم عن كل شيء، فهي كافية ووافية لتلبية رغباتكم وتطمين أهوائكم فما حاجتكم لغيرها!؟ ولقد أدركتم مما بيناه آنفا أن كل لذة ومتعة خارج نطاق الشرع فيها ألف ألم وألم؛ إذ لو أمكن عرض ما سيقع من أحداث مقبلة بعد خمسين سنة مثلاً، على شاشة الآن مثلما تعرض الأحداث الماضية عليها لبكى أرباب الغفلة والسفاهة بكاء مراً أليماً على ما يضحكون له الآن. فمن كان يريد السرور الخالص الدائم والفرح المقيم في الدنيا والآخرة عليه أن يقتدي بما في نطاق الإيمان من تربية محمد صلى الله عليه وسلم. ويقول: كنت جالساً يوماً أمام نافذة في سجن “أسكى شهر” النافذة تطل على مدرسة إعدادية البنات كانت فتيات المدرسة يضحكن ويلعبن في مرح ونشوة. فما إن رأيتهن على ذلك الحال حتى تحولن في نظري إلى “حور جهنم” في جنة تلك الدنيا، إذ تراءى لي فجأة ما سيؤول إليه حالهن بعد خمسين سنة فأخذت ضحكاتهن ومسراتهن تنقلب أمامي إلى صور البكاء الأليم والحزن الشديد. انكشفت لي من هذه الحالة الحقيقة الآتية: لقد شاهدت في شاشة خيالية ومعنوية حالاتهن لما بعد خمسين سنة وقد أصبحت خمسون فتاة ضاحكة الآن يعذبن في القبر، وقد رمت أجسادهن والعشر الباقيات أصبحن عجائز شمطا في السبعين من عمرهن.. تبعث دمامتهن على التقزز والاشمئزاز . لم أتمالك نفسي أمام هذا المنظر فأجهشت بالبكاء على حالهن. فائدة: اللذائذ المشروعة تغنيكم عن غيرها فهي كافية ووافية لتلبية رغباتكم فما حاجتكم لغيرها!؟ آيها الآباء: سيأت أبنائكم تأكل حسناتكم فأضبطوهم رابط المقال على الفيس بوك