العلامة الهمداني أشار في كثير من كتبه إلى أن اليمن تكثر فيه الكنوز. وأحسب أن إيمان اليمنيين بحياة أخرى بعد الموت، والتزام عقيدة أن الميت يستمتع بأمواله التي كانت له في الحياة الدنيا. ولذلك حرص اليمنيون أن يكنزوا أموالهم في قبورهم، بل هناك وصايا في نقوش قديمة تذهب إلى أن يقوم أهله بعد موته «بدفن» النفيس من ماله في قبره. وفي النقوش والكتابات المصرية «الهيروغليفية» ما يؤيد ذلك، ولقد اكتشف خبراء الآثار الأمريكيون والألمان والانجليز مئات الكنوز الخاصة بالفراعنة العظام، ومنها كنوز لمشاهير الزعماء والحكماء، مثل كنز «توت عنخ آمون» الذي يؤمن بإله واحد، يحكم السماء والأرض، وخالق الظلمة والنور. وأحسب أن ثقافة قديمة تجمع بين المصريين واليمنيين القدماء، بدليل أن فن «التحنيط» الذي اكتشف في مقبرة «شبام الغراس» يماثل فن التحنيط الذي اكتشف في مقابر الجيزة و«سقارة» في مصر. كما لفت انتباهي إلى أن ملابس الفراعنة خاصة ملابس النساء تشبه إلى حد كبير ملابس نساء تهامة، من حيث الموديل ومن حيث الألوان. وفي حارة النسيرية باب موسى بتعز، سمع الناس ضجة ذات يوم، وسبب الضجة هي أن ماكينة تعبيد الطريق كشفت أثناء العمل عن أوانٍ فخارية صغيرة ملأى بالذهب الحميري القديم، وجاءت النجدة، بينما احتفظ بعض الأطفال ببعض اللقا من النقود.. ونكمل غداً.