الحديث عن رمضان يبدأ بين الناس من شهر رجب، فما إن يحل شهر رجب الحرام حتى يبدأ الكلام عن رمضان، وسرعة قدومه وسرعة انقضاء سنة من الزمن.. فرمضان شهر غير كل الشهور بالنسبة للمسلمين، ومعظم الأحاديث تدور حول متطلباته وكيفية سدها وتغطيتها، وكل الناس يقولون إن متطلباته أكثر من أي شهر؛ لأن هناك أشياء غذائية تدخل على المائدة هي من الأطعمة التي لا توجد في معظم الموائد اليمنية إلا في رمضان، ورمضان بدونها يعتبره الكثيرون أو الغالبية لا يكون رمضاناً.. من هذه الأطعمة ما يقدم في الإفطار من “السنبوسة والباجيا، والشوربة، والشفوت، والتمر مع القهوة” وما يكون بعد طعام العشاء مثل “المحلبية اللبنية البودنج الجيلي وحلويات الرواني والشعوبية والبقلاوة والطرنبة” وغيرها من الحلويات، وتتخلل الحديث بين الفينة والأخرى أن يقول هذا أو ذاك: يا أخي بلا هم، وبلا غم.. رمضان كريم، وآخر يقول: رمضان يأتي ومعه رزقه، ومع ذلك يعاودون الحديث عن كثرة متطلباته وصرفياته، لكن لا يأتي على بالهم أن رمضان ليس شهراً “للأكال” بل هو شهر للتوبة والعبادة ولقراءة القرآن وتدارسه. ووفقاً لحكاية “رمضان كريم” التي اخترقها عنوان قال أحدهم: يا أخي ليس هناك أكرم من شهر رمضان، فقد خرجت بعد صلاة المغرب من المسجد، ومشيت في الشارع أبحث عن مطعم أتناول فيه العشاء، وإذا بسيارة مرسيدس تقف ويدعوني صاحبها ويسألني: أين تذهب في هذا الوقت “وقت عشاء”؟ قال فأجبته أبحث عن مطعم لتناول العشاء، فقال لي أنت لست من هذه المدينة، فقلت له: نعم، فكانت يده تمتد إليّ بظرف مقفل.. من مجموعة الظروف المطروحة إلى جواره فوق الكرسي الأمامي فأخذت الظرف، وهو انصرف ففتحت الظرف وإذ به فلوس نحو عشرة آلاف ريال، فقال أحد أفراد الجلسة: شفت ألم أقل لكم إن رمضان كريم يأتي مع رزقه. قال واحد آخر “مش كذا وبس” كل الناس الموسرين من الأسر ومن الأقرباء ومن الجيران ومن الآخرين ومن أصحاب المال والأعمال يكونون أسخياء، فيعودون على المحتاجين إما بالمال أو بمواد غذائية أو بإقامة مواد رمضانية يدعون إليها الكثير من الغرباء وممن ليس لهم بيوت يفطرون ويتعشون فيها، وعلى مدى شهر رمضان الكرم والرزق لا يتوقف، بل إن كرم رمضان ورزقه يبدأ من قبل ذلك أي من أواخر شهر شعبان.. وفعلاً من قال رمضان كريم.. فهو كريم.. ومن قال إنه رزق.. فهو رزق. رابط المقال على الفيس بوك